في الثمانينيات كان يفرّغ شوارع بيروت، وعاش أبطاله طويلاً على ذلك المجد... شركة «نيو لوك» تُطلق اليوم الجزء الثاني من البرنامج الأسطوري الذي تجدّد ليواكب «ذوق» العصر، فانضمّت بيتي توتل والـ Cats 4 إلى المختار والسلمنكي وعلوش وبلبل. كيف تكون «الدنيا» هذه المرة؟ باسم الحكيم
عزيز السلمنكي، شويكار، وردة، زمرّد، الدروندي، بلبل، علوش، كوكو، خردق والمختار... هؤلاء هم أبرز شخصيات كوميديا «الدنيي هيك» للكاتب الراحل محمد شامل. شخصيات مثّلت ظاهرة في زمنها، ولا تزال حاضرة في الذاكرة. لم يتوقف تلفزيون لبنان عن إعادة عرض المسلسل طيلة السنوات الماضية. وفي كل مرة، ترتفع نسبة مشاهدي القناة الرسميّة التي هجرها الناس اليوم، وكأن العمل يعرض للمرّة الأولى. هذا النجاح دفع ببعضهم إلى إعادة إحياء «الدنيي هيك»، لكن بقالب جديد و«مودرن»، كتبه ميشال أبو سليمان في أولى تجاربه مع الكتابة الدراميّة، وسيخرجه نبيل أسمر، ويتقاسم إنتاجه كل من شركتي Pac وNew Look Production. وكل ذلك تحت إشراف ألبير كيلو، مخرج الجزء الأوّليطلق العمل عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم في مؤتمر صحافي يُعقد في مركز «بيال»، على أن يتم تكريم الممثلين القدامى من عائلة «الدنيي هيك» والتعريف بالممثلين الجديد. إضافة إلى حوار مع المشرفين الأربعة: ألبير كيلو وبودي معلولي وميشال أبو سليمان ونبيل أسمر.
لعل نجاح الإعادات وحده، ليس كافياً لكي يراهن المنتج والمخرج بودي معلولي صاحب شركة «نيو لوك بروداكشن»، على إنتاج جزء ثان منه، ثم يسارع إلى التعاقد على عرضه قبل البدء بتصويره مع LBC، بعد شراء حقوق الملكية الفكرية من عائلة محمد شامل. والفكرة ولدت مع المخرج نبيل الأسمر أثناء جلسة مع الممثل ميشال أبو سليمان، فور مشاهدتهما أغنية «الدنيي هيك» التي أطلقها غسّان الرحباني مع Cats 4 بتوزيع جديد.
قصد أبو سليمان والأسمر مكتب معلولي الذي صودف اجتماعه مع أحد المسؤولين في شركة Pac التابعة لـLBC، وعرضا عليه الفكرة التي لاقت استحساناً من الطرفين، وأخذا فوراً الضوء الأخضر للبدء بكتابة جزء ثان من ثلاثين حلقة، لكي يقدم بعد ربع قرن على عرض «الدنيي هيك»لن تغيب شخصيات أيّام زمان عن العمل الجديد، وسيعود بعضهم بالشخصيات التي نجحوا فيها، بينما تسند بقيّة الأدوار إلى ممثلين شباب. هكذا تعود آمال عفيش إلى شخصية شويكار، وزياد مكوك إلى خردق، ويوسف فخري بدوره كوكو، ويوسف شامل، ابن الكاتب الراحل، بشخصيته المعهودة علّوش التي لم يكتف في السنوات الماضية بأن يبقيها حكراً على «الدنيي هيك»، بل خرج بها إلى المسرح حيناً وإلى الإذاعة أحياناً. وماذا عن بقيّة الأدوار؟ يكشف آلان بولس، أحد المسؤولين في الشركة المنتجة، أن «الظرف الصحي للممثلة القديرة ليلى كرم، لن يسمح لها بأن تعود بدور وردة. لذا أسندت الشخصية إلى الممثلة بيتي توتل التي ستحمل الاسم نفسه، وستكون ابنة أخيها». وفيما يستعد لإطلاق برنامجه الجديد على Otv قريباً، يتحوّل غسّان الرحباني للمرّة الأولى إلى ممثل، ليؤدي دور «بلبل» الذي قدّمه الراحل ماجد أفيوني، وهو الدور نفسه الذي سبق للرحباني أن أداه في كليب «الدنيي هيك». بينما ستلعب «الفور كاتس» أدوار النادلات في القهوة التي يملكها «الدروندي الجديد»، وهو ريمون صليبا الذي يطل على أنه أحد أقارب الدروندي الأصلي شفيق حسن. وفيما سيتولى عمر ميقاتي مهمات مختار الـ«دنيي هيك» الجديد بدلاً من الراحل محمد شامل، ستكون وريثة فريال كريم في دور «زمرد» الممثلة ليال ضو. كما يطلّ كاتب النص ميشال أبو سليمان بدور عزيز السلمنكي الذي لعبه في الماضي الراحل الياس رزق.
يبدو أبو سليمان متحسباً لأي مقارنة مع النسخة الأولى، فيوضح من البداية أن «العمل سيحافظ على روحه، لكننا سنضفي عليه طابعاً معاصراً بعض الشيء، مع حرصنا على عدم تقليد الشخصيّات السابقة. حتى إننا سنراعي التشابه في الشكل والمضمون بين الشخصيات القديمة والجديدة، إذ لن يكون هناك أكثر من تشابه بحكم القرابة. وإذا كان علّوش أغرم بزمرد في الماضي، فهو لن يكون كذلك هنا، بل سيقع في غرام شويكار. كما ستحمل كل حلقة قصّة مختلفة عن الأخرى، وسنلاحظ فيها الروح المعاصرة، وبينها مثلاً حلقة عن «الكاريوكي نايت».
يدرك أبو سليمان أنه يخوض امتحاناً صعباً، لأن الراحل محمد شامل في النسخة الأولى من العمل، عرف كيف يخلق معادلة ويجمع مختلف الأعمار أمام الشاشة، إلى حدّ صارت الشوارع تخلو من المارة عند عرض المسلسل. ومع ذلك، يطمئن نفسه بنتيجة جيّدة لعمله ككاتب، وينقل عن يوسف شامل الذي كان خائفاً من نتيجة الحلقات الجديدة، رضاه التام «عمّا كتبته بالأسلوب السهل الممتنع، وكذلك من LBC التي رفضت أن يشاركني أحد في كتابة الحلقات».
ويشير المخرج نبيل الأسمر الذي يطلق صفارة بدء التصوير صباح غد الثلاثاء، في استديو خاص أقيم في LBC، إلى أن «آلية التصوير في 2008، مختلفة عنها في الثمانينيات. من هنا، سنرى منازل الشخصيات معاصرة، كما سنتعرف إلى شخصيتين جديدتين هما «بيتي» و»تيتي» وتؤدي دورهما رولا واكد وبولين حدّاد ابتداءً من الحلقة السادسة». وعن مشاركة الـ«فور كاتس»، يشرح أسمر «إننا لم نقصد أن نأتي بفتيات جميلات فقط، إذ ستكون لهن أدوار فاعلة في مسلسل يقوم أساساً على البطولة الجماعيّة. وهن يعملن كنادلات يلطفن أجواء قهوة الدروندي»، مشيراً إلى أنّ «أدوارهن لن تكون بأهمية الشخصيّات الرئيسيّة».
ويبدو أسمر حذراً بدوره، ومتخوفاً من المقارنة، لافتاً إلى «أنني أخرجت برامج منوعات وأزياء وألعاب وإعلانات، وهذه تجربتي الأولى مع هذا النوع. وبعدما صمتُ كل هذا الوقت، لن أفطر على بصلة، وأبذل قصارى جهدي ليأتي العمل على قدر المأمول منه».