خالد صاغيّةقرّرت حركة 14 آذار تبنّي ثقافة «السلام والوصل» في مواجهة ثقافة «العنف والفصل». تقوم الأولى على «التنوّع والانفتاح». أمّا الثانية، فتقوم على «قسمة العالم إلى فسطاطين: خير وشر... وتدفع الإنسان إلى الخشية من العيش مع الآخر المختلف... هذه الثقافة تستغلّ عاملي الكبت والخوف لدفع الطوائف إلى التماس حمايات خارجيّة، في محاولة لتعديل موازين القوى الداخلية».
بغضّ النظر عن دقّة التعريفين، فإنّ من غير الواضح لماذا صنّفت حركة 14 آذار نفسها ضمن خانة «السلام والوصل».
فقسمة العالم إلى فسطاطين هي لعبة 14 آذاريّة. والجميع يذكر خطاب الـ«نحن» والـ«هم» الشهير الذي ألقاه النائب سعد الدين الحريري خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، وصولاً إلى التعميم بأنّ كلّ من لا ينتخب لوائح «المستقبل» يُعدّ شريكاً في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وهي لعبة استعارها أيضاً الرئيس جورج بوش، ليقسّم العالم إلى محوريْ الخير والشرّ. وبوش، كما هو معلوم، يجمعه «التقاء المصالح» مع حركة 14 آذار.
أمّا «الخشية من العيش مع الآخر»، فيُسأل عنها من طالب بـ«الطلاق» مع فئة كبيرة من الشعب اللبناني، لأنّه «حرّ» ولأنّه لا يريد أن يعيش معهم. «ما بدّي»، قال.
أمّا التماس الحمايات الخارجيّة لتعديل موازين القوى الداخليّة، فتجسّده الزيارات المتتالية إلى الرياض وواشنطن، بحثاً عن تربيت كتف. كان ذلك قبل أن تأتي المدمّرة «يو. أس. أس. كول» في رحلة سياحيّة قبالة شواطئنا...