بيار أبي صعبقليلةٌ هي المحطات العربيّة التي فكّرت في الاحتفاء بـ«اليوم العالمي للمسرح». على «تلفزيون لبنان»، المحطة الوطنيّة التي نسيتها الدولة اللبنانيّة من دهر، يخصص برنامج «صباح الخير يا لبنان» فقرة أساسيّة لهذه المناسبة التي ترعاها منظمة «اليونسكو». ولا غرابة في ذلك، حين نعرف أن البرنامج يشرف عليه المسرحي والإعلامي عبيدو باشا. على بلاتوه هذا الموعد الصباحي سيطل مباشرة على الهواء المسرحي اللبناني البارز نقولا دانيال عضو الهيئة الإداريّة في «المؤسسة الدولية للمسرح» (ITI)، كما يحضر المخرج طلال درجاني الذي يقدّم دوستويفسكي ابتداءً من مساء الغد على خشبة «المركز الثقافي الروسي» في بيروت (حلم رجل مضحكأما في المغرب، فلم يجد زميلنا ياسين عدنان هديّة يقدمها إلى المشاهدين المغاربة والعرب في اليوم العالمي للمسرح، أفضل من استضافة الفنان الجامع المانع نبيل. الرجل القصير والساخر والمفاجئ في طرافته، سيطل هذا المساء إذاً على القناة المغربيّة الأولى، في برنامج «مشارف» الثقافي اللافت، بنظّارة سوداء تزيد من غموض شخصيّته، متّشحاً بالسواد لولا شال أحمر يضيف لمسة تذكّر بألوان الفوضويين الإسبان! ولولا تلك القبعة البيضاء، كأنه سرقها من أحد البحّارة في ميناء الدار البيضاء، يخفي تحتها شعره الأبيض المسترسل فوق العنق. شخصيّة مسرحيّة بامتياز، ذلك الفنان المغربي الشامل: مؤلفاً وممثلاً ومخرجاً.
بين الفنانين المغاربة، يقف نبيل لحلو على حدة، كأحد القلائل الذين دفعوا تجربة الحداثة إلى احتمالاتها القصوى... في مكان ما بين المسرح العبثي، والتجريب الطليعي على اللغات والقوالب والأشكال، وعند تلك القدرة على توظيف التوجّه الشعبي، ضمن مشروع هو في العمق طليعي ونخبوي! علماً أن الحدود تبدو واهية لدى صاحب «نهيق الروح»، بين السينما والمسرح. من هنا محور «مشارف» لحلو (حلقة مسجّلة): بين السينما والمسرح. أسئلة كثيرة سيثيرها يس عدنان خلال اللقاء. لكننا نأسف لكون صيغة البرنامج لا تتسع لبث مادة أرشيفيّة من أعمال مثل «إبراهيم ياش» و«كوماني»... (على الشاشة)، و«أوفيليا لم تمت» أو «محاكمة سقراط»... (على الخشبة).
■ تلفزيون لبنان : «صباح الخير يا لبنان» ــــ من الـ9 إلى الـ11 والنصف صباحاً
■ المغربيّة الأولى: «مشارف» الـ10 والنصف ليلاً بتوقيت غرينتش