منار ديبأخيراً وقفت ميادة الحناوي على خشبة دار الأوبرا في دمشق... بعد أشهر من توجيهها عتباً عبر الصحافة إلى دار الأوبرا ومديرها الدكتور نبيل اللو لعدم دعوتها إلى إحياء حفلة فيها. المطربة السورية غنّت أول من أمس برفقة «الفرقة الذهبية» بقيادة المايسترو مجد جريده على مسرح الأوبرا، أكبر مسارح دار الأسد للثقافة والفنون، في حفلة حضرها عدد من الوزراء السوريين والسفراء العرب والإعلاميين المرافقين لوفود الدول المشاركة في القمة العربية. لكن هذا الحضور الرسمي اتسم بـ«ضعف التمثيل». إذ كان يعتقد أن هذه الحفلة جرى تنظيمها لكبار الضيوف العرب، وخصوصاً أن الإعلام السوري لم يعلن عنها إلا قبل يوم واحد، كما لم تنتشر أي إعلانات للحفلة. وجاء توقيتها مع انشغال العاصمة السورية بالقمّة ومع الطقس البارد، ليقلل من حجم الحضور. على رغم أن نسبة كبيرة من البطاقات وزعت كدعوات، وعلى رغم أن ثمن البطاقة لم يتجاوز 1000 ليرة سورية (20 دولاراً). الأمسية التي قدمتها المذيعة ليال فلحوط، استهلّتها ميادة الحناوي بالترحيب بضيوف دمشق من خلال أغنية «شام العرب» التي كتب كلماتها رجل الأعمال والمنتج الفني نبيل طعمة، والتي يخاطب أحد مقاطعها العرب القادمين إلى دمشق بالقول «تعالوا إليها بلا خوف ولا حذر». وسبق لطعمة أن كتب كلمات أغنية أخرى عن بيروت غنّتها الحناوي قبل فترة، وبثّت كليبها القنوات السورية وقناة «الجديد» أسوة بـ «شام العرب». وتناجي تلك الأغنية بيروت قائلة: «اشتقنا إليك».
ميادة التي بدأت حفلتها بأغنية فصحى، وبعد كلمة ترحيبية قصيرة منها، انتقلت إلى مخاطبة القمة العربية بالمصري، فغنّت عدداً من أشهر أغانيها القديمة («أنا بعشقك»، «الحب اللي كان»، «حبينا وتحبينا»، «الشمس»، «سيبولي قلبي وارحلوا»)... وإن بدا صوت الحناوي ما زال محافظاً على عافيته، إلا أن التقنيات الصوتية للحفلة لم تكن مدروسة. إذ كثيراً ما طغى صوت الموسيقى الصادر عن الفرقة الكبيرة والمتنوعة الآلات، على صوت المطربة. حتى إن الجمهور طلب من ميادة (أو «ميدو» كما نوديت) أن تقترب من الميكروفون أكثر.
تفاعُل الحضور كان حارّاً إذ طغت اهتزازات الطرب والتمايل والتصفيق، ما لم يكن مألوفاً كثيراً في حفلات دار الأوبرا.
ربما كان «تذكُّر» مطربة سورية وعربية كبيرة يحتاج إلى إعداد وتوقيت أفضل، وخصوصاً لأن ميادة الحناوي شبه غائبة عن الساحة، على رغم إطلالاتها الإعلامية لا الفنية المتكررة في برامج شهيرة، آخرها «العراب» على mbc الأسبوع الماضي.
ميادة الحناوي التي بذلت جهوداً منذ سنوات لتجديد نفسها من خلال التعامل مع ملحنين شباب، وعبر تصوير أغانيها بطريقة الفيديو كليب، لم تستطع أن تتجاوز تلك المرحلة. ومع ذلك، بقيت مكانتها محفوظة كواحدة من أهم الأصوات العربية، وصاحبة أغانٍ ذات قيمة فنية وشعبية واسعة. وهي تبادلت تصريحات نارية مع فنانين عرب، كاتهامها عبد الله الرويشد بـ«قلة الأدب» لأنه قال إن صوتها لا يطربه. كما دافعت باستمرار عن النظام السوري وحقّها بالغناء له.