منار ديب
سلاف فواخرجي، جومانة مراد، سامر المصري، منى واصف وباسل خياط... يجتمعون في مسلسل جديد، يروي قصص العشق والهوى. لكن مهلاً، «هيك تجوّزنا» لن يكون نسخةً مكررة من «أهل الغرام» و«سيرة الحب» وغيرهما. بل سيقدّم لوحات ساخرة، تنتهي جميعها بالزواج. العرض في رمضان


بعد «أهل الغرام» للمخرج الليث حجو (يجري الآن العمل على إنجاز جزئه الثاني)، وبعد «سيرة الحب» الذي قُدّم في رمضان الماضي (إخراج عمّار رضوان)، وما زال يُعرض إلى اليوم على بعض الشاشات. ثم «إسأل روحك» الذي بدأه المخرج وائل رمضان وأكمله محمد الشيخ نجيب بعد خلافات إنتاجية، والمستوحى عنوانه من أغنية لأم كلثوم، أسوةً بـ «سيرة الحب»... يأتي اليوم دور مسلسل «هيك تجوّزنا» لعمار رضوان أيضاً، ليكرّس نوعاً جديداً في الدراما السورية (ربما بالعدوى): مسلسل الحلقات المنفصلة الذي يقوم على حكايات عاطفية وقصص حب. لكنّ الجديد أن روايات «هيك تجوّزنا» محمّلة بجرعة من الكوميديا، تنتهي جميعها بالزواج.
المسلسل من تأليف الكاتب مازن طه الذي عرف بلوحاته الكوميدية. وهو يعمل على تأليف الحلقات التي تحمل عناوين مثل «عهد ووفاء»، و«الصيّاد»، و«وجاهة»، و«أم المشاكل»، و«أحلام وردة». والعمل الذي يمتدّ إلى ثلاثين حلقة، هو من إنتاج شركة «جومانة أنترناشونال» التي تملكها الممثلة جومانة مراد، وتشارك بأدوار رئيسية، بينها أدوار بطولة. ومن أبطال العمل: سلاف فواخرجي، وباسم ياخور، وأيمن رضا، وسامر المصري، ونبيلة النابلسي، ومنى واصف، وباسل خياط، ونادين تحسين بك، وشكران مرتجى... إضافةً إلى ممثلين شباب، يمنحهم هذا النوع من الأعمال، فرصة البطولة المطلقة في بعض الحلقات. كما يطلّ ممثلون من لبنان (منهم طارق تميم) والكويت والبحرين.
حتى الآن، تم إنجاز 6 حلقات، ومن المنتظر أن ينتهي التصوير في نيسان (أبريل) المقبل، ليكون العمل جاهزاً للعرض في الموسم الرمضاني المقبل.
و«هيك تجوزنا» هو المسلسل الثالث للمخرج الشاب عمار رضوان، بعد الدراما التاريخية «سجن بلا أبواب» (2006)، و«سيرة الحب» مع الكاتبين يزن أتاسي ولبنى حداد. يرى رضوان أن الناس بحاجة إلى هذا النوع من الأعمال وهو ينفي تهمة الاستنساخ، لأن «عملاً مثل «سيرة الحب» يختلف عن «أهل الغرام» الذي يصوّر علاقات عاطفية تنتهي بالفشل، بينما «سيرة الحب» يتسم بالتنوّع، والتطرّق إلى قضايا خارج الإطار العاطفي. إضافة إلى أنه يُعنى بالتفاصيل في العلاقات العاطفيّة، خصوصاً بعد الزواج. أما «هيك تجوّزنا»، فتنتهي حكاياته بالزواج لكن ضمن قالب كوميدي ساخر. على رغم أن الأبطال هنا يتزوجان دائماً، إلا أن هناك مجموعة تفاصيل تأتي بعد الزواج، قد تؤدي إلى الطلاق! لذلك قد نسمّي الجزء التالي «هيك تطلقنا» (يضحك)». ويضيف موضحاً: «قد لا يرتبط هذا الزواج بقصص حب بل بكون الرجل والمرأة مناسبين لبعضهما اجتماعياً، وقد يأتي الحب بعد الزواج».
يعتمد المسلسل أسلوباً إخراجياً مختلفاً بين حلقة وأخرى. ويجد رضوان أن ذلك «يعطيني أرضية واسعة كمخرج لأظهر إمكانياتي». وعن تعامله مع جومانة مراد، منتجة المسلسل، يقول: «حين تدخل بلاتوه التصوير لا تتدخّل في الإنتاج، ويجري التعامل معها كممثلة». وينفي أن يكون لها مساحة استثنائية من العمل «فلجومانة مراد أربع حلقات حتى الآن، منها ما تلعب فيه الدور الثاني. بينما سلاف فواخرجي تطلّ في خمس حلقات، منها حلقتان تلعب فيهما الدور الثاني. في المقابل، نحنُ نعطي لممثلات الأدوار الثانية بطولةً. ذلك أنّ طبيعة العمل تتيح الفرصة لتجريب عدد كبير من الممثلين».
يصف رضوان الكوميديا السائدة في «هيك تجوزنا» بكوميديا الموقف لا كوميديا الأشخاص، كما يخصص مساحة للفارس والتغريب والكوميديا السوداء، «الكوميديا تتيح مجالاً أوسع من الميلودراما والتراجيديا التي تحصرك في قوالب جديّة. أما هنا، فتستطيع أن تقدم ما هو خارج عن المنطق. نحنُ نطرح شيئاً جدياً، لكن الحدث والكلمة هما من يقود إلى الكوميديا».
جومانة مراد التي تدخل تجربتها الإنتاجية الثالثة بعد «الخيط الأبيض» لهيثم حقي، و«انتقام الوردة» لمحمد رجب، تقول إنها أحبّت النص وفكرته. وتؤكد أنّه لا يرتبط بنجاح «سيرة الحب»، «فهذا المشروع الكوميدي قائمٌ منذ مدة، وهو لا يخلو من التراجيديا والسياسة.
«هيك تجوّزنا» هو التجربة الكوميدية الأولى لمراد. وجومانة التي تعترف بصعوية التجربة، تشرحُ من موقع التصوير حيث ترتدي ملابس طريفة وتضع ماكياجاً ثقيلاً، عن حلقة بعنوان «تنازلات». تقول: «أؤدي شخصية ذات كبرياء مبالغ بها، يتقدّم لها الكثير من العرسان وترفضهم. وهي هذه المرة تضع ماكياجاً بشعاً حتى «يطفش» العريس، ثم تكتشف أن هذا الشاب هو من كانت تبحث عنه، فتندم». وماذا عن الإنتاج؟ «تعلّمتُ أن أفصل بين الإنتاج والتمثيل. وليس لي أكثر من خمس لوحات، وهي وإن كانت دوراً بارزاً، فلأنني نجمة أولاً وأخيراً»! بعيداً من دمشق، تواصل مراد في القاهرة تصوير الفيلم السينمائي «كباريه» إخراج سامح عبد العزيز وتأليف أحمد عبد الله وهو من إنتاج أحمد السبكي، وبطولة أحمد بدير وهالة فاخر وخالد الصاوي وصلاح عبد الله. ومن المتوقع عرضه في موسم الصيف.
أما بالنسبة إلى إطلالاتها القليلة في الدراما السورية، فتشير إلى أنها كانت منذ البداية مقلة، «أحاول أن أختار، أنا أصوّر وأنتج في سوريا، وأصوّر أيضاً في مصر. وهذا لا يعطيني المجال للحضور دائماً على الشاشة السورية، علماً أنني اعتذرتُ هذا العام عن المشاركة في عدد من المسلسلات المصرية». يذكر أن جومانة مراد تكرّم مساء 11 شباط (فبراير) الحالي، في حفلة «حرّيتي» للسينما المصرية، على أن تنال جائزة أوسكار عن دورها في فيلم «الشياطين».