باسم الحكيم
أنهى مسلسل «امرأة من ضياع» بـ«التي هي أحسن»، وهجر الأعمال الدرامية الطويلة حتى إشعار آخر. كاتبُ «العواصف» تخلّى موقتاً عن حلمه السينمائي، ليراهن في جديده على ذوي الاحتياجات الخاصة.. ومارسيل غانم

بعد عام على إطلاق حلقات «امرأة من الضياع»، رسم الكاتب شكري أنيس فاخوري نهاية شخصيات مسلسله، مسدلاً الستار على تجربة لم تكن بحلاوة عواصفه في «تلفزيون لبنان». في لقائه مع «الأخبار»، يعلن أنه طلّق الأعمال الطويلة حتى إشعار آخر، لأن شروط تنفيذ «سوب أوبرا» غير متوافرة في قناة «الجديد»، وخصوصاً لجهة تأمين استديوات مناسبة. وها هو يعيد أمجاد «حكاياته» مع LBC، وأوّل الغيث مسلسل قصير بعنوان مبدئي هو «خطوة حب» عن ذوي الحاجات الخاصة، بطلته سيرين عبد النور. كما سيكمل قصة الحب المستحيلة بين شاب عشريني وامرأة أربعينية في الجزء الثاني من «زهرة الخريف»، ويراهن على «قضية يوسف» المأخوذ من الملفات القضائيّة اللبنانيّة (راجع البرواز). وفيما يواصل كتابة هذه الحكايات، توقف عن استكمال خماسية «البرج الثالث عشر» ضمن سلسلة «مرايا العمر» حتى اتضاح الاتفاق بينه وبين OTV.
عندما تسأله عن موعد بدء تصوير «خطوة حب» ـــــ ما دام قد أوشك على الانتهاء من كتابته ـــــ يسارع إلى الإجابة: «لن تبدأ المخرجة كارولين ميلان تصويرها، إلّا بعد اكتمال القصة على الورق. هذا هو الدرس الذي تعلّمته من مسلسل المشاكل «امرأة من ضياع» التي تُعرض حلقاته الخمس الأخيرة على قناة «الجديد». يشرح هذه المشاكل، قائلاً: «قبل أن أنجز سيناريو الحلقات الأولى، استعجل التلفزيون التصوير والعرض، فدخل المخرج إيلي فغالي وأبطال العمل في سباق محموم مع الزمن للانتهاء من تنفيذ عدد من الحلقات، إيذاناً ببدء العرض في شباط (فبراير) الماضي... ارتباك وعجلة وسوء تقدير أحياناً وضياع، وظروف أمنيّة غير مستقرة من دون وجود استديوات مجهزة، والخيار البديل هو طبعاً التنقل بين منازل الأصدقاء والأقرباء ومكاتب السياسيين ورجال الأعمال، كما جرت العادة». يأخذ فاخوري على العمل أن جدول مواعيد التصوير لم تكن واضحة: «أكدتُ لإدارة التلفزيون أن علينا إنجاز 20 حلقة على الورق قبل البدء بالتنفيذ والعرض»، وأن «الأمور لن تستقيم من دون وجود استديوات بديلة من التصوير في المنازل». ويتحدث عن «منعنا من استكمال التصوير في مكتب ماهر يونس (ألكو داوود)، ما اقتضى البحث عن مواقع بديلة. علماً بأنه ليس منطقياً مع الحبكة الدراميّة التصوير في منزله كي لا تكون ابنته شاهدة على مخططاته الإجراميّة، فنفذت مشاهد كثيرة بين المطاعم توفيراً للوقت».
لم تنتهِ المشاكل هنا، فقبل أن تنفذ الحلقة الـ 20، اضطر سامر الغريب، بطلُ الأحداث، إلى السفر لتولي منصب إداري في قناة «الوطن» الكويتية. «لن أقف في طريق سامر ولا حتى إيلي فغالي يفعل ذلك. لكن لا يمكن تطوير القصة من دون بطلها، فحاولت إدخال بطل شاب هو يورغو شلهوب، لكن لم يحصل اتفاق معه، فكان الخيار الآخر فادي إبراهيم في دور مختلف». ربما لهذه الأسباب، يُضطر صاحب «العاصفة تهبّ مرتين» و«نساء في العاصفة»، إلى الرد على تهمة أن «امرأة من ضياع» لا يشبهه. لا ينفي الأمر، ويكتفي بالقول: «لا أحب المشاكل، من هنا أنهينا القصة بالتي هي أحسن». ويسجل عتباً على ورد الخال «التي أعتبرها بمثابة ابنة لي، ومع ذلك لم تتصل بي مجرّد اتصال بعد انتهاء التصوير». إذاً سيكون «امرأة من ضياع» آخر الأعمال الطويلة لشكري أنيس فاخوري، بانتظار إنشاء استديوات مناسبة للدراما؟ يجيب: «نعم... يقول مدير عام «الجديد» ديمتري خضر، إن لدينا استديوات في منطقة الناعمة، فلماذا لا يجري تشغيلها؟».
فاخوري سيعود إلى كتابة المسلسلات القصيرة مع LBC، لكنه يُبقي الاتفاق مع OTV على سلسلة «مرايا العمر»، رهناً بالعقد الذي لم يوقَّع بعد. ويعزو تأخير الاتفاق إلى «عجقة» إطلاق شبكة البرامج الأولى للمحطة. ويوضح: «تقدمت بالسلسلة الجديدة من ضمن ثلاثة قصص هي: «البرج الثالث عشر» عن رجل يؤمن بأن للأبراج تأثيرها الفعلي على يومياته، ويبني حياته على أساسها، إلى حين يصطدم بمشاكل كبيرة تجبره على تبديل قناعاته والانتماء إلى «البرج الثالث عشر». هناك أيضاً خماسيّة «لأنه الحب»، وهي «قد تتضمن قصة حب تتخطى المذاهب والطوائف وتضيء على قصة شاب وفتاة أحدهما مسلم والآخر مسيحي»، إضافة إلى خماسية «الشقيقتان»».
لا تُعد قصة الحب بين فتاة مسيحية وشاب مسلم، العمل الأول لفاخوري في هذا الموضوع، إذ سبق له أن كتب قصة مماثلة في روايته «غبطته والشيخ» التي ينتظر نشرها قريباً. يشرح قائلاً: «كتبتُ الرواية في زمن الحرب لمتعتي الخاصة، ثم أعدت ترتيبها لتصبح صالحة للنشر، وتبدو الجرأة فيها من عنوانها، وتدور حول بطريرك ومفتٍ، كانا صديقين في ثلاثينيات القرن الماضي، وتحديداً قبل أن يدخل الأول سلك الكهنوت، وقبل أن يُصبح الثاني شيخاً. وحين تنشأ قصة حب بين ابنة أخي البطريرك وابن أخي المفتي، كان الصديقان أكثر المشجعين لزواجهما، إلّا أن الأمور تتبدل بعد اندلاع الحرب اللبنانيّة». سيكتفي فاخوري بإصدار «غبطته والشيخ» التي أنجزها بعد كتابته عملين تلفزيونيين هما «اللوحة الأخيرة» و«مذنبون.. ولكن»، كرواية فقط. علماً بأنها صالحة ـــــ كما يقول ـــــ لأن تُقَدَّم في إطار عمل تلفزيوني أو سينمائي، «غير أن الأعمال الجريئة تصطدم دائماً بالعقبات». لكن هل فعلاً كانت الجرأة سبب عدم موافقة الرقابة المصرية على سيناريو فيلم «الجمعة السابعة ونصف» مع المخرج سعيد الماروق؟ هنا، يكشف أن «الرقابة المصرية، اعترضت على فكرة اختطاف ابنة وزير الداخلية المصرية. إلا أنني أرى أن في الأمر سوء نيّة، لأن العمل لقي استحساناً حين أرسلت فكرته المفصلة، وأظن أن السبب الحقيقي هو أن الكاتب والمخرج والبطلة (سيرين عبد النور)، هم لبنانيون... سبق ذلك نص فيلم «صرخة حب» الذي لا يزال في أدراج المنتج صفوت غطاس ولم يحن وقت تنفيذه بعد على ما يبدو». ومع تأجيل تنفيذ مشاريعه السينمائية، لم يعد فاخوري متحمساً للخروج من دائرة التلفزيون الذي يعدّ أحد أبرز كتّاب الدراما فيه.