الإعلام العربي سيتلّقى قريباً ضربة موجعة. ذلك أن وزير الإعلام المصري أنس الفقي ونظيره السعودي إياد مدني اتفقّا على تقديم مشروع يهدف إلى إدخال تعديلات على القوانين المنظّمة لعمل الفضائيات العربية، خلال اجتماع وزراء الإعلام العرب المُزمع عقده في القاهرة يومي 12 و13 الجاري. وسيتضمّن الاقتراح نصّاً يلزم أيّ دولة مانحة الترخيص، بإنذار المحطة، ثم إلغاء ترخيصها، إذا تجاوزت المحاذير السياسية في برامجها الحوارية! هذا ما تناقلته وسائل إعلام مصرية وعربية أخيراً. وهذا ما أكده لـ«الأخبار» مصدرٌ في قناة «الحياة المصرية». وأشار المصدر إلى أن «الحياة» التي كان يُفترض أن تبدأ بثّها التجريبي قبل أسابيع، تلقّت طلباً من الحكومة لانتظار صدور ميثاق الشرف الإعلامي المصري خلال الشهر الحالي، أي بعد انتهاء لقاء وزراء الإعلام. وبينما تتوقع القناة أن تنطلق أول الشهر المقبل، سيطبّق الميثاق الجديد على كل محطة تبثّ من مصر لوضع سقف محدّد لبرامجها السياسية. علماً بأن «الحياة المصرية» تجنّبت منذ البداية جدولة برامج حوارية يومية مثل «العاشرة مساءً» وغيرها منالبرامج التي أزعجت مسؤولين في الدولة أخيراً، فحاولوا تضييق الخناق على مقدّميها. (راجع «الأخبار»، عدد 29 ك2/ يناير 2008). ويبقى السؤال: بعدما أجلّت مصر إطلاق «الحياة»، وأوقفت بثّ برنامج «ساعة بساعة» على «الساعة»، ثم أوقفت السعودية بثّ البرامج المباشرة على «الإخبارية»... هل تنجح الدولتان، صاحبتا الحضور الأبرز في المشهد الفضائي، في تطبيق المشروع الجديد؟ وما سيكون موقف الفضائيات من كل هذه القيود، وأي إعلام قد تصدّر لاحقاً؟