محمد عبد الرحمن
ربما كان السؤال الأبرز الذي طرحه كلّ من شاهد فيلم«البوسطجي» لشكري سرحان: لماذا لم تصل تلك الممثلة التي أدت دور الضحية، إلى المكانة التي تستحقها في الوسط الفني؟ الفيلم الذي وقّعه حسين كمال عام 1968، قدّم فرصة استثنائية للوجه الجديد آنذاك زيزي مصطفى حتى تُظهر قدراتها التمثيلية المميزة. بعد الفيلم، تعرضت زيزي مصطفى التي غيّبها الموت أول من أمس في القاهرة إلى أزمة تطارد عادة الممثلين الموهوبين: افتقاد الفرص للاستمرار في مكانة أفضل على شاشة السينما. وبالتالي، اكتفت بأدوار قد تكون مؤثرة، لكنها لم تبرز موهبتها الكبيرة. لتفاجأ بعد ذلك بأن الراقصة زيزي مصطفى اتجهت صوب التمثيل، ويبدأ الصراع بينهما: حاولت زيزي الممثلة الحفاظ على اسمها حتى لا تلتصق بها أعمال الراقصة. رحلت زيزي الممثلة في هدوء، بعد مسيرة طويلة عن عمر يناهز الثالثة والستين. دخلت المجال الفني في سن مبكرة، وكان ظهورها الأول في «بين السماء والأرض» عام 1959. ثم انطلقت مع ماجدة في «المراهقات»، وظلّت تقدّم أدواراً قصيرة حتى جاء «البوسطجي». وكان طبيعياً أن يتزايد إنتاجها في التلفزيون الذي يحتضن دائماً ضحايا الشاشة الفضية، فقدمت عشرات المسلسلات، أبرزها: «أبنائي الأعزاء شكراً»، و«أنا وأنت وبابا في المشمش»، «الرقص على السلالم المتحركة»، «ريا وسكينة». إضافة إلى «قضية رأي عام»، و«راجل وست ستات» اللذين عرضا خلال رمضان الماضي. أمّا في السينما، فكانت آخر إطلالاتها في «حريم كريم» و«محطة مصر». زيزي التي توفيت إثر إصابتها بنوبة قلبية، بعد تصوير مشاهد في الجزء الثالث من «راجل وست وستات»، تركت فريق العمل من دون سابق إنذار. والبحث جار عن بديل لها، قد يصعب إيجاده.