ليس من السهل وضع برنامج للنشاطات الثقافيّة الموازية لأي معرض كتاب، فكيف إذاً حين يتعلّق الأمر بـ«أنطلياس» حيث تدخل في الحسبان اعتبارات وحساسيات كثيرة؟ «كل الهيئة الإدارية تسهم في وضع البرنامج» يقول رئيس «الحركة الثقافيّة» عصام خليفة. ويوضح أن القاعدة الذهبيّة هي مراعاة التنوّع، وإعطاء مساحة لكل الآراء، واقتراح مقاربة نقديّة لتجارب مختلفة... هذه من أبرز معايير البرمجة في «المهرجان اللبناني للكتاب». وهذا العام ستتمحور النقاشات حول: الدين والعنف، العولمة وتأثيرها لبنانياً وإقليماً وعربياً، الشباب والسياسة... وصولاً إلى المسرح والعلاج بواسطة الفن، «المهرج جنكوز»، التصوير الفوتوغرافي، سلامة الطفل وحقوقه، المطالعة والمعرفة، وعلاقة الغذاء بالنشاط الذهني.
وعلى البرنامج حفلات موسيقية، ولقاءات حول بعض الكتب الصادرة حديثاً. ونلاحظ تنوّع الشخصيات المكرّمة: الشيوعي محمد دكروب يُكرَّم في اليوم الثاني للمهرجان لكونه واحداً من أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي، المخرج العراقي جواد الأسدي الذي لم تسلم بعض لغته من الإرث الكربلائي، كما يُكرم أمين الباشا وعزت الصافي والمؤرخ الأردني علي محافظة... والموسيقي والمغني اللبناني الملتزم مرسيل خليفة. وخصص المهرجان في دورته هذه جلسة تكريمية لسيدتين: الأولى الأم كليمنص حلو، الرئيسة العامة السابقة للراهبات الأنطونيات، ولمؤسسات الإمام موسى الصدر ممثلة برئيسة مجلـس الإدارة السيدة رباب الصدر شرف
الدين.
ومن الكتب التي ستُناقَش كتاب محمد شيا «كمال جنبلاط... لزمن آخر»، وكتاب شفيق المصري «لبنان والشرعية الدولية ـــــ القضية اللبنانية أمام المحافل الدولية وفي ضوء القانون الدولي». وسيستضيف المهرجان نحو 36 كاتباً في جلسات توقيع لمؤلفاتهم ولقاءً مع جمهور القرّاء.