strong> محمد خير
في سوق ثقافية تسيطر عليها الرواية، انتشرت نكتة تقول إنّ على الشاعر الراغب في نشر ديوانه، أن يكتب على غلافه كلمة رواية ليقنع الناشر بطبع الديوان! أزمة الشعر تظهرها مبيعاته المنخفضة مقارنة بالرواية، حتى أصبح العام يمر على بعض دور النشر، من دون أن تطبع ديواناً واحداً. إلا أنّ معرض 2008 يعلن ربّما نهاية تلك الظاهرة، وإلا لما قرر الناشر مكاوي سعيد صاحب «الدار للنشر والتوزيع» أن يُصدر 16 ديواناً جديداً معاً. علماً أنّ مكاوي كاتب روائي حقّقت روايته «تغريدة البجعة» نجاحاً كبيراً في 2007. ومن الدواوين التي طبعها مكاوي: «في شكلها الأخير» لعاطف عبد العزيز، «الوقت الضائع» لعمرو حسني، «شجرة الصبّار» لعلي منصور، «الفنار العجوز» لعزمي عبد الوهاب، ودواوين أخرى لعماد الغزالي، وعبد الوهاب الشيخ، وأسامة صفار، والعراقي أمجد سعيد، والبحريني قاسم حداد، والمصري السبعيني رفعت سلام.
وتقدم دار «عين» دواوين عدة منها واحد للشاعر أمين حداد وآخر لمحمد سليمان. أما دار «ميريت» التي تقدم 70 عنواناً جديداً، في مختلف الفروع، فأعادت طبع الأعمال الشعرية الكاملة لأحمد فؤاد نجم، إضافة إلى سبعة دواوين أخرى لشعراء مثل تامر عفيفي وأحمد عاطف ونون السعدي.
الفنان خالد الصاوي الذي يعرفه الجمهور ممثّلاً، سيُصدر ديواناً بالعامية، بعنوان «كلام مرسل» عن «هيئة قصور الثقافة» التي تنشر أيضاً ديوان «مهيار الدليمي». بينما تقدم دار «ملامح» ديوانًا يتيماً هو «سيرة الأراجوز» لخالد عبد القادر. وتحتفي دار «آفاق» بالشاعر العراقي سعدي يوسف فيما تقدّم «سأم باريس» لبودلير (ترجمة بشير السباعي) وتطبع «الآثار الكاملة» لرامبو (ترجمة كاظم جهاد).
وهيمنة الشعر على الدورة الحالية لمعرض الكتاب في القاهرة، لا يعني بالضرورة انحسار الرواية والقصة. فهذان النوعان الأدبيان يحتفظان بزخميهما، إذ تقدّم «ميريت» عدداً كبيراً من الأعمال بينها «الفاعل» لحمدي أبو جليل، «دم على نهد» لإبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة «الدستور» المستقلة، «هدوء القتلة» لطارق إمام، «سرير الرجل الإيطالي» لمحمد صلاح العزب الذي رشحت روايته «وقوف متكرر» لمسابقة بوكر العربية وغيرها. بينما تطبع «الدار» روايات عدّة، أبرزها «قبل الموت» لنورا أمين، «كيراليسيون» لهاني عبد المريد، وقصصاً للمغربي أنيس الرافعي بعنوان «ثقل الفراشة فوق سطح الجرس»، «الحب والزمن» لسعيد سالم. وتقدم «دار العين» روايات لمحمد علاء الدين وعلاء حليحل. وتقدم «آفاق» مجموعة قصصية «بلاد ما وراء الحزن» لتامر علي.
وتتوج دار «الشروق» كتبها الأدبية برواية «صحراء المماليك» لخيري شلبي. وهذا الحدث يكاد يكون استثنائياً في المعرض الذي يخلو من الأسماء الروائية المكرسة، على عكس المعرض السابق الذي شهد أعمالاً جديدة لبهاء طاهر ورؤوف مسعد وعلاء الأسواني. إضافة إلى صنع الله إبراهيم الذي تنشر له صحيفة «الدستور» رواية مسلسلة هي «العمامة والقبعة» وهي الرواية التي قد تلحق بالمعرض.
وكما تراجعت الرواية مقارنة بالعام السابق، تشهد كتب السياسة تراجعاً أكبر على عكس الدورة الماضية التي اهتمت بأحداث حرب لبنان وإعدام صدام حسين. تقتصر السياسة على عناوين قليلة مثل «اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأميركية الخارجية.. تقرير هارفرد» (مكتبة مدبولي). وفي مقابل تراجع السياسة، يلحظ تقدّم الترجمات، بينها «قصة الجنس عبر التاريخ» (ميريت) لري تاناهيل، ترجمه الروائي إيهاب عبد الحميد الذي حاز أخيراً جائزة ساويرس في مجال الرواية.