إذا كانت حفلة الافتتاح قد مثّلت الحدث في مهرجان السينما، فإن الوضع بدا مختلفاً مع مهرجان القاهرة للإعلام العربي مساء الأحد الماضي: طبيعة العمل في التلفزيون المصري، فرضت تحديداً مسبقاً ودقيقاً للصحافيين الذين يغطون فعاليات «ماسبيرو». لذا لم تشهد هذه الفعّاليات أي مشكلات بالنسبة إلى دعوات الافتتاح. وقد جاءت الحفلة مبهرة نوعاً ما، دعمها حضور مكثف لنجوم مصر، وبعض الفنانين العرب. لكن المشاكل بدأت في اليوم الثاني مباشرة، عندما أقدم المهرجان على تقليد غريب، هو السماح لمن يحملون الدعوات الخاصة فقط بحضور الندوات. وهي كانت المرة الأولى التي يقيم فيها مهرجان فني ندوات مغلقة، ما أثر في نسبة متابعة الندوات وحصر تغطيتها في الصحف المحلية. هذا إضافة إلى نشوء خلافات بين المتحدثين على المنصة، كتلك التي شهدتها ندوة «الإعلام والمال والسياسة: من يحرّك من». إذ جدد نجيب ساويرس دعوته إلى خصخصة قنوات التلفزيون الرسمي، فيما عارضه بشدة أسامة الشيخ، رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة. وكاد الأمر أن يتحوّل إلى مناظرة بين الرجلين، فيما الجمهور يتابع صامتاً.كما شهدت الندوات حضوراً خجولاً، إذ اعتمد الصحافيون على موقع المهرجان الإلكتروني، مصدراً رئيساً للأخبار، بدلاً من زيارة مقر المهرجان في مدينة نصر، بسبب ابتعاده عن وسط العاصمة. النجوم العرب غابوا أيضاً عن دورة هذا المهرجان، ولم يظهر سوى الممثل أسعد فضة الذي يكرّم هذا العام، والممثلة صبا مبارك التي كانت في جناح المركز العربي. وفيما تعلن الجوائز هذا المساء، تدور التكهنات حول الرغبة في الوصول إلى حلّ يمنح مسلسل «الملك فاروق» حقّه من الجوائز من دون أن يحتل المنصة كاملةً. ويتردد أن مسلسل «المصراوية» ينافس بقوة، فيما أكد محفوظ عبد الرحمن، رئيس لجنة التحكيم للدراما التلفزيونية، أنّ اللجنة لم تواجه أي تدخّل من الجهة المنظمة.
بقي أن نذكر أنّ الدليل القاطع على سوء التنظيم في مهرجان الإعلام العربي، تمثّل في سوق المهرجان التي شهدت تأخيراً واضحاً في تدشين بعض الأجنحة، كجناح غرفة صناعة السينما والتلفزيون وشركة الأندلس من سوريا. في المقابل، تفاوت مستوى الإقبال على أجنحة بعض الشركات، إذ نجحت شركة «كنج توت» في جذب المحطات لشراء مسلسل «يتربّى فى عزو» الذي يعرض قريباً على القناة الأولى المغربية. كذلك بالنسبة إلى جناحي «أفلام أوسكار» و«أفلام محمد فوزي» حيث حرص المنتج محمد فوزي على عقد جلسات عمل مع مندوبي القنوات الفضائية لشراء مسلسلي «الدالي» و«هند علّام»... أما المشاركة اللبنانية في السوق، فكانت شبه معدومة، ما عدا جناح تلفزيون «المنار» الذي لم يقدم سوى لقطات من برامج القناة، وبعض الأغنيات الوطنية. فيما أجمع المتابعون على أنّ لبنان كان الحاضر الأقوى عبر حفلة ماجدة الرومي التي حضرتها مساء الثلاثاء الماضي، شخصيات بارزة من الإعلام المصري. وقد سجل المهرجان حضوراً قوياً لأجنحة الشركات والهيئات السورية والقطرية.