عثمان تزغارت
في دورته السابعة، يراهن «مهرجان مراكش السينمائي الدولي» على المغايرة، يذهب بعيداً في استكشاف مناطق نائية في خريطة السينما العالمية، بعيداً عن هيمنة المركز الأورو ـــــ أميركي. لكن هل يكون ذلك كافياً لمحو الصورة النمطية التي ارتبطت بهذا المهرجان في بداياتها بوصفه «مجرد مهرجان فرنسي يُقام تحت شمس مراكش»؟
يبدو رهان المغايرة جلياً من خلال التشكيلة المتنوعة من الأفلام التي ستدخل المسابقة الرسمية، تحت إدارة لجنة تحكيم يرأسها السينمائي الكبير ميلوس فورمان. واللافت أنّ ستة بين 14 فيلماً في المسابقة الرسمية هي الأعمال الأولى لمخرجيها. وعلى رغم أن التنافس على استقطاب الأعمال الأولى أصبح موضةً رائجةً في غالبية المهرجانات، منذ أن رُفع لأول مرة بصفته رهاناً تجديدياً في مهرجان «كان» أواخر التسعينيات، فإنّ مهرجان مراكش استطاع أن يراهن على المغايرة هنا أيضاً. إذ استطاع الوصول إلى أعمال أولى أُنتجت بإمكانات محلية لا صلة لها بمموّلي السينما في الغرب. نجد بين هذه الأعمال، فيلماً من إيستونيا بعنوان «رقصة الخريف» (إخراج فيكو أونبيو)، وآخر من الصين هو «الأنا الحمراء» (إخراج كي شانغ ـــــ جون)، وآخر من اليابان بعنوان «فانيوكي سيُريكم ما هو الحب، أيها الجبناء!» (إخراج دايهاشي يوشيدا). بينما تشارك الجزائرية ناديا شرابي بفيلمها الأول «وراء المرآة».
يمكن إدراج بقية أفلام المسابقة الرسمية ضمن خانتين: الأولى تتعلق بمخرجين مكرّسين، والثانية تتضمن اكتشافات سينمائية يراهن المهرجان عليها لصنع المفاجأة. في الخانة الأولى، نجد «المتوحشون» للأميركي كامارا جيكنز، و«مهن رجالية» للفنلندي ألكسي سلمنبيراي، و«غراند هوتل» للتشيكي ديفيد أوندريشاك، و«سميرة في الضيعة» للمغربي لطيف لحلو. أما في الخانة الثانية، فتندرج أعمال مثل Tirador لبراينت ميندوزا من الفيليبين، وKlopka لصردان غولوبفيتش من صربيا...
وتضم التشكيلة الرسمية أيضاً ثمانية أفلام تُقدّم في «عروض خاصة» خارج المسابقة، أبرزها «في انتظار بازوليني» للمغربي داوود أولاد سياد، و«الأمنية» للبولندي ستانيسلو موشا، و«ابن الأسد» للأسترالي بنيامين جيلمور، و«حياة جديدة سعيدة» للمجري أرباد بوغدان.
ودليلاً على أنّ افتقار هذه التشكيلة الرسمية لنجوم من الصفّ الأوّل، ليس تقصيراً من المهرجان، بل جاء نتيجة خيار تجديدي متعمّد، حرصت إدارة المهرجان على موازنة الأمور، عبر استقطاب مجموعة مميزة من الأفلام التي تحمل تواقيع عدد من كبار صناع السينما العالمية، لتُعرض خارج المسابقة. في مقدمتها فيلم يوسف شاهين الجديد «هي فوضى» و«العدو الحميم» للفرنسي فلوريان إيميليو سيري الذي فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان القاهرة الأخير. هناك أيضاً فيلم «إليزابيت: العصر الذهبي» للبريطاني شيخار كابور الذي عُرض في افتتاح المهرجان و«الجار» للأميركي إيدي أوفلاهيرثي الذي سيُختتم به المهرجان. وأخيراً وليس آخراً هناك «لولا»، فيلم المخرج المغربي المميز نبيل عيّوش. ويقدّم المهرجان أيضاً تظاهرتين موازيتين، تستعيد الأولى أبرز إنتاج السينما المغربية لعام 2007، بينما تحتفي الثانية بـ«مئة عام من السينما المصرية».