«قصيدة من دون رصاص ودم لا تُنشر، وكلمة «أحبك» تُشطب، فليس من حق الشاعر الفلسطيني أن يحب»... بهذه العبارة يستهلّ الشاعر الفلسطيني محمود السرساوي شهادته عن واقع الثقافة الفلسطينية اليوم في ظل التبعية السياسية لهذا الفصيل أو ذاك. ويضيف: «نحن ككتّاب مستقلين في العراء، وما نريده في الشتات، مؤسسة ثقافية تعدّدية وعلمانية ومهنيّة. إن فلسطين أكبر من مجموعة فصائلها المتناحرة». ويرفض السرساوي ثقافة الطيف الواحد وبلاغة السياسي، التي طغت على بلاغة الثقافي... فالمرتبة التنظيمية هي التي تحدّد أهمية هذا المثقف أو ذاك. «وليس معقولاً أن أمجّد اليوم قصائد حسّان بن ثابت على حساب موقفي الإبداعي. حق النقد والاختلاف والحوار حق مقدّس، ولا بد من تفعيل ميثاق الشرف في اتحاد الكتّاب الفلسطينيين، فهو وحده من يعيد الاعتبار إلى صورة المثقف، وليس «مثقف التنظيم» الذي قد يكون عامل بوفيه. وهذا النمط من المثقّفين ليس أكثر من أبواق دعاوى وحملة مباخر لهذا الزعيم أو ذاك. ما أفقد الثقافة الفلسطينية حيويتها، إذ كثيراً ما بدّد السياسي، المنجزَ الثقافي».ويقول الشاعر الفلسطيني الذي خرج أخيراً من التنظيمات، بعد تجربة مريرة: «ما يجري في الساحة الفلسطينية اليوم لا يمكن عزله عما يجري إقليمياً ودولياً. لكن هذا الواقع لا يبرر تجنيد الفصائل مثقفيها لاحتلال هذا الموقع أو ذاك، ولا بد من إلغاء حال المحاصصة في توزيع مقاعد الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب الفلسطينيين، كما يفعل اليوم المتوكل طه الذي صار الوكيل الحصري لكتّاب الداخل، فيما يمثّل حمزة برقاوي كتّاب الشتات».