في عام 1966، صمّم نيماير «معرض رشيد كرامي الدولي» في طرابلس. ويتميّز المعرض بشكله البيضاوي الذي يمتدّ على مساحة واسعة، توزّعت فيها أشكال إسمنتية بسيطة، الى جانب جناح فسيح في الهواء الطلق، ومخطط مستدير يُذكّر بالمخطط العام لمدينة برازيليا.وكان يُفترض أن يتحوّل «معرض رشيد كرامي الدولي» إلى معرض دائم للمنتجات الصينية. لكنّ الأمر توقّف إثر عدوان تموز. وما زال المعنيّون يعربون عن مخاوفهم تجاه مصير هذه المساحة الكبيرة المهيّأة لاستقبال أحداث ثقافية ضخمة. فهل ستظل على غيابها وتهميشها، تستقبل بين الحين والآخر نشاطات بسيطة ومتفرقة لا يحكمها سياق زماني أو موضوعي؟
وفيما اقتُرح أن يُنفّذ مشروع القرية السياحية فيه، حالت المخاوف من تشويه عمارة نيماير على حساب المنفعة الاقتصادية دون تحقيق ذلك. لكن يمكن استغلال المكان اقتصادياً والمحافظة عليه كما هو في الوقت نفسه؟ بعد مرور 41 عاماً على بنائه، ما زال «المعرض» ببنيته الإدراية وموقعه وشكله الحاليين صالحاً لاستقبال معارض وأحداث ثقافية دولية. لكنّ هناك مخاوف وتساؤلات كثيرة عن مصيره، وعن الإهمال والتهميش اللذين تتعرض لهما تحفة نايمير هذه.