مصر



محمد خير

باستثناء المزيد من ترسيخ مكانة برامج الـ«توك شو»، فإن شعار التلفزيونات المصرية في 2007 كان بقاء الحال على ما هي عليه. وذلك على رغم افتتاح قناتين جديدتين بتمويل جيد وبدعم من نجوم الميديا والبزنس. والغريب أن المحطتين، وهما otv و«الساعة» تشتركان في خاصيّة، تزعج المشاهدين: ضعف الإشارة على القمر الصناعي المصري «نايل سات»! مثلما واجهت «أو تي في» اتهامات متنوعة، بدءاً من كونها «لا تراعي تقاليد الأسرة المصرية»، بسبب بثها أفلاماً أميركية من دون رقابة أو «مونتاج»، وصولاً إلى أزياء مذيعاتها «المكشوفة»، مروراً باقتصار الحديث فيها على اللهجة العامية حتى في نشرات الأخبار... اتهاماتٌ صارخة رأى بعضهم أنّ تيارات محافظة وسلفية، أطلقتها بسبب تربّصها بالقناة، لمجرد أنّ صاحبها هو القبطي الشهير نجيب ساويرس. وقد ظلّت تلك الدوافع مختبئة في الظل، إلى أن أخرجها حديث أخير لساويرس انتقد خلاله «انتشار الشادور الإيراني في مصر»، معرباً عن «شعوره بالغربة» نتيجةً لذلك الانتشار. والتقطت دوائر إعلامية وسياسية حديث ساويرس معتبرة إياه «هجوماً على الحجاب». وهو ما استفزّ تيارات أخرى ومجموعات من العلمانيين الذي رأوا في ساويرس «مخلّصاً» من نوع جديد، وحصناً ذا نفوذ يدافع عن قيم التسامح والعلمانية. والتصورات الأخيرة قوبلت بسخرية حادة من بعض اليساريين، بينما رأى فيها سلفيون سبباً جديداً للعداء مع أغنى ملياردير مصري.
وكان الانتقال المفاجئ لميّ الشربيني من «المحور» قد أثار لغطاً حول خلافات بينها وبين معتز الدمرداش. الأخير هو شريكها في تقديم «90 دقيقة» الذي استطاع ترسيخ قدميه على خريطة برامج الـ«توك شو» الناجحة في الإعلام المصري. كل ذلك، قبل أن تعلن الشربيني انتقالها إلى «الساعة». وهذه المحطة يرأس مجلس إدارتها اللبناني وليد الحسيني، لكنها مصرية الهوى، وتبثُّ من القاهرة. أما أبرز برامجها حتى الآن فهو «لقاء الأسبوع» للنائب والإعلامي القومي مصطفى بكري.
وفي وقت استمرّ فيه محمود سعد ضمن فريق «البيت بيتك» الأبرز على الفضائية المصرية، رغم تكهنات برحيله، فإن الانتقال الأبرز كان من نصيب أحمد شوبير، الإعلامي ونائب رئيس اتحاد الكرة المصري، من «دريم» إلى التلفزيون المصري. وهو يقدم اليوم «الدرجة الثالثة» جالباً معه جمهوره الكبير، ليكون اسما شوبير وسعد هما الأهم في «ماسبيرو» الذي لم يتقدم خطوة واحدة في 2007. وبينما بقيت منى الشاذلي وعمرو أديب على نجوميتهما في «العاشرة مساءً» على «دريم»، و«القاهرة اليوم» على «أوربت»، فإن الإضافة التي سجّلتها الأشهر الأخيرة، كانت مع أحمد المسلماني الذي قدّم البرنامج الأحدث على «دريم»: «الطبعة الأولى» الذي يناقش مساء كل يوم ما تنشره صحافة اليوم التالي. أما نجمة العام في الإعلام المصري، وإن كانت تطلّ من قناة «روتانا» الخليجية، فهي هالة سرحان التي أثارت قصّتها مع فتيات الهوى، عاصفةً لم تهدأ بعد.
وعلى صعيد الدراما، عادت المسلسلات المصرية بقوة، من «الدالي» إلى «يتربّى في عزّو»، و«قضية رأي عام»... ويبدو أن إصرار المنتجين والكتاب والمخرجين على استحواذ الواجهة من جديد، انعكس على عمق المعالجة. أضف إلى ذلك أنّ التناغم الذي شهده مسلسل «الملك فاروق»، بين الإعداد المصري والتقنيات السورية ورأس المال الخليجي، سيدشّن مرحلة جديدة في الدراما العربية. وقد برز خلال هذا العام، اختفاء نجمات الحجاب.