خسر عالم السينما والفنون المشهديّة هذا العام ثلاثة من عمالقة القرن العشرين. بين رحيل السينمائي الإيطالي ميكلانجلو أنطونيوني وزميله السويدي إنغمار برغمان، أقلّ من 24 ساعة. كلاهما رحل في أواسط تسعينياته، بعدما كتب صفحات استثنائيّة في تاريخ الفنّ السابع. أنطونيوني ابتكر أشكالاً جديدة تجنح إلى الغرائبية، وبقي بعيداً عن الرواج التجاري بسبب صعوبة أفلامه التي تقوم على اللقطات الطويلة والإيقاع البطيء. أمّا معلّم السينما التأمليّة إنغمار برغمان، فحوّل الشاشة إلى مسرح للهواجس النفسيّة، وتداعيات اللاوعي وتهويمات الذات المعذّبة. ومعظم أفلامه تدور في أجواء سوداوية قاتمة، تختصر صراع الإنسان مع نفسه ومع الآخر في مواجهة العدم.وإذا كانت صفحة مهمة في تاريخ السينما تطوى، مع غياب صاحبي «سوناتة الخريف»، و«المهنة مخبر»، فإن موت موريس بيجار هو الآخر يترك فراغاً كبيراً في عالم الرقص المعاصر. فالراقص والكوريغراف الفرنسي حمل هذا الفنّ إلى الجمهور الواسع، وأعطاه بعداً شعبياً، تاركاً وراءه ٢٣٠ عملاً شكّلت مزاج نصف قرن من تاريخ الرقص المعاصر.