عامر ملاعب
صارت بعض القرى اللبنانية تحتاج إلى مواقف عامة للسيارات، فأحياؤها الصغيرة تغص بالأعداد المتزايدة لآليات النقل المتنوعة. السيارات المتوقفة على جانبي الطريق في إحدى القرى الجبلية دفعت أبا سليم ن. إلى وضع لافتة على مدخل منزله تقول “مدخل منزل، ممنوع الوقوف”، وهو لا يملك سيارةخاصة به، إلا أن جيرانه وضيوفهم تغاضوا عما كتبه أبو سليم، وظلوا يركنون سياراتهم أمام منزله، ما دعاه إلى اتخاذ قرار حازم بمواجهتهم، وطلب من أبنائه اعتراض أي سيارة تتوقف، والتي لا تمتثل يسارعون إلى كسر هوائي الراديو والمرايا الجانبية فيها وقد يحدثون ثقوباً في إطاراتها، وهكذا كان إلى أن انتشر الخبر بين الأهالي وأصبحت المنطقة المحيطة بمنزل أبي سليم محرّمة.
في أحد هذه الأيام وبينما كان أحد الأبناء عائداً من المدرسة وجد أمام المنزل سيارة جديدة متوقفة عند المدخل، فسارع إلى تنفيذ قاعدة العقاب وحمل القطع ودخل إلى المنزل ليبلّغ والده بإنجازاته العظيمة، فاكتشف أن صاحب السيارة ضيف لديهم وهو صديق والده الحميم وقد اشترى السيارة لتوه.