محمد محمود
كان الإعلان عن عرض «روتانا سينما» هذا المساء لفيلم «كش ملك» مفاجئاً بالنسبة إلى محبي شريهان، بل ربما لها هي أيضاً، إذ إن كثيراً من جمهور نجمة الفوازير وبطلة «ألف ليلة وليلة»، لم يعرفوا إلا أخيراً أن شريهان التي غيّبها المرض منذ سنوات، شاركت في بطولة فيلم ناطق بالانكليزية اسمه «كش ملك»، إلى جانب جميل راتب. لكن الإعلان كان كفيلاً بتذكير جمهور الشاشة الصغيرة أيضاً بالفنانة التي انطلقت قبل ثلاثين عاماً مع فؤاد المهندس، وامتلأت حياتها وحياة عائلتها، وخصوصاً شقيقها عمر خورشيد، بالأزمات والقصص الغريبة.
في نهاية الثمانينيات، وصلت شريهان إلى قمة تألقها عندما استلمت راية «فوازير رمضان» من نيللي، في وقت كان فيه التلفزيون المصري يهتم بالفوازير أكثر من مسلسل بحجم «ليالي الحلمية».
حققت شريهان انتشاراً واسعاً، رغم أنها لم تسجل في السينما والمسرح نجاحات التلفزيون، حتى أقعدها المرض الخبيث قبل 8 سنوات تقريباً، ومنعها من الكلام ومُنع محبوها وأقرب أصدقائها من رؤيتها. لكن صحتها تحسنّت في العام الأخير، وسمح لها الأطباء بالتحدث على الهاتف لدقائق، قبل أن يعلن الإعلام عن نهاية عزلتها في قصرها الشهير في منطقة المنصورية، ودخولها الاستديو قريباً لتصوير مسلسل «رابعة العدوية». «كش ملك» الذي يشاهده الجمهور العربي للمرة الأولى، سيذكر الناس بأن لشريهان ما لم يشاهدوه بعد. غير أن الإعلان الذي كررت «روتانا سينما» بثّه لا يحمل الكثير من التفاصيل عن الفيلم الذي أنتج عام 1994 بمشاركة جهات فرنسية وتونسية وكندية. وقد وافقت شريهان على لعب الدور، بعدما توقعت أن يحملها سريعاً إلى سجادة مهرجان كان الحمراء. لكن المخرج التونسي رشيد فرشيو لم يف بوعوده، ولم يشارك الفيلم في الفعاليات الرئيسية لمهرجان كان، بل عُرض في مهرجان القاهرة السينمائي في دورة عام 1994، بحضور المخرج والفنان عمر الشريف وغياب جميع أبطاله (العرب والأجانب). وقيل وقتها إن شريهان قاطعت الفيلم الذي وصفه بعضهم بالفيلم الممنوع، بسبب عرضه في المهرجانات وغيابه عن السوق العربي تماماً، رغم دبلجته إلى الانكليزية، (إذ إن الحوار الأصلي باللغة الفرنسية). وقد شارك في كتابته مخرج الفيلم والكاتب السوري حسن يوسف. ورغم أنه لم يصدر أي قرار رسمي بمنع الفيلم، لكن مضمونه قد يكون السبب في تجاهله كل هذه السنوات. في كتاب «السينما في المغرب العربي»، يصف الناقد محمد بوعبيدو فيلم «كش مات» أو «كش ملك»، بالمسرحي كون أحداثه تدور في مكان واحد: قصر معزول. في هذا القصر، يستقرّ رئيس سابق، يبدأ بإعادة حساباته، ويستعد للعودة إلى كرسي الحكم مرة أخرى. إلى جانب الرئيس (جميل راتب)، يعيش في القصر أربعة أفراد: زوجته ياسمين، وهي إن كانت ناعمة من الخارج، فإنها شرسة من الداخل. تجيد التخطيط للمؤامرات، وتعرف كيف تستلم زمام المبادرة. يساعدها على تحقيق مآربها، مساعد زوجها، رجل المخابرات الذي لا يتورع عن تغيير ولائه من سيد إلى آخر. ثم يظهر مهدي ابن الرئيس. ذلك الشاب الرقيق يعيش في صراع دائم مع والده وصديقته مايا (شريهان) التي يكتنفها الغموض. وترتكز الحبكة الدرامية على الحوار بين الشخصيات لا على الأحداث.

21:00 على «روتانا سينما»