القاهرة ــ الأخبار
كل اطلالة جديدة لعمر الشريف فرصة لتصفية الحسابات. مرّة يسلّط الضوء على ثروات الفنانين، ومرّة أخرى يهاجم عبد الناصر... ومع بدء تصوير “حنان وحنين”، ها هو يطلق سهامه على أحمد رمزي وفاتن حمامة

قبل مدة، قرر النجم عمر الشريف أن ينهي مشواره الفني في العالم العربي بمسلسل، يوّدع من خلاله جمهور التلفزيون. ومنذ ذلك الوقت، بدأت الشائعات والمشاكل تطارد “حنان وحنين” من كل حدب وصوب. هدد العمل مرات عدة بالإيقاف، واصطدم بمشاكل إنتاجية، وشهد اعتذارات بالجملة من مخرجين وممثلين. واستمرّت المشاكل حتى استطاع الشريف أن ينقذ مشروعه في اللحظات الأخيرة، فأسند مهمة الإخراج إلى كاتبة السيناريو ومديرة أعماله في القاهرة، إيناس بكر: فاهتمت هي باختيار الممثلين، فيما سوّى هو المشاكل الإنتاجية، وبدأ التصوير أول من أمس في الإسكندرية.
لكن الشريف، على ما يبدو، لم يكتف بهذا القدر من التشويق والإثارة خلال فترة التحضيرات، فحوّل المؤتمر الصحافي الذي عقدته مدينة الإنتاج الإعلامي (المنتجة للعمل)، أول من أمس، إلى حلقة من النقاش والجدل في مدى أحقيته في الحديث عن أسرار تتعلّق بالحياة الشخصية والمهنية لزملائه من النجوم الكبار.
وإذا كانت التصريحات النارية قد رافقت عادة معظم إطلالات النجم العالمي الصحافية والتلفزيونية، فهي كانت حاضرة بقوة في مؤتمره الأخير. وفيما انتقد بشدة جمال عبد الناصر، وشن هجوماً على الوسط الفني وأموال الممثلين، اختار هذه المرة أن يطلق النار على كل من أحمد رمزي، رفيق الدرب والبطل الثاني في مسلسله الجديد، إضافة إلى زوجته السابقة فاتن حمامة.
خلال حديثه عن مشاركة رمزي في المسلسل، قال “إن هذا الأخير هو من أقنعه بالعمل في التلفزيون، ما جعله يردّ له الجميل بمنحه دوراً في المسلسل”، مضيفاً أنه كان وراء عمل رمزي في السينما، عندما رشحه لمشاركته فيلم “أيامنا الحلوة” الذي تحوّل بعده إلى نجم كبير. وأكد الشريف أن رمزي اتجه إلى التمثيل بعدما فشل في الدراسة، “أخفق في كليات الطب والتجارة والزراعة، فنصحته بدخول عالم التمثيل على اعتبار أنه العمل الأسهل. وهكذا أثبتت الأيام صحّة نظريتي، وقدم رمزي عدداً كبيراً من الأعمال السينمائية”، كما أفادت وكالة “د ب أ”.
وعن اختيار بقية أبطال “حنان وحنين”، قال الشريف إنه لا يعرف شيئاً عن التمثيل في مصر، لأنه لا يتابع الأعمال المحلية. لكنه اعتمد على نصيحة زوجته السابقة فاتن حمامة، “لأنها خبيرة متمرّسة في الممثلين المصريين”، مشيراً إلى أنه كان يصغي دائماً إلى رأيها، ويعمل به من دون شرط، وخصوصاً أنه “ما أقدرش أكسر لها كلمة”.
لكنه، رداً على سؤال عن عدم مشاركتها في المسلسل، قال باسماً: “هي ستّ متجوزة، ولا تعمل منذ زمن في الفن لأنها تقدمت في السن”، وهو ما اعتبره بعضهم تعرّضاً مباشراً للفنانة التي أثيرت أخيراً أنباء عن عودتها إلى الشاشة من خلال مسلسل تلفزيوني جديد.
أما لماذا اتجه هو إلى تقديم عمل تلفزيوني، على رغم انه نجم سينمائي، فقد أوضح: “لم أفكر في التلفزيون إلا قبل خمس سنوات فقط. كنت مشغولاً بالسينما، لكن عليّ تقديم الوفاء لجمهور الشاشة الصغيرة أيضاً، وخصوصاً أنني أتقدم في السن، وقد أعجز لاحقاً عن العمل لساعات طويلة في التصوير التلفزيوني. وكان الشريف قد صرّح سابقاً بأنه اتخذ قراراً باعتزال العمل في مصر بعد مسلسل “حنان وحنين”، مؤكداً أن هذا القرار نهائي ولا رجعة فيه، لأنه يفضّل ان ينهي حياته الفنية في السينما العالمية.
وتدور أحداث مسلسل “حنان وحنين” حول ثري مصري، يعود إلى وطنه بعد 30 سنةً للبحث عن حبيبته التي هربت خارج البلاد بعدما تركته وتزوجت غيره، بحثاً عن المال. بعد عودته، يكتشف أن الكثير من الأمور قد تبدلّت في مصر، إلا الحب الذي بقي في انتظاره. ويشارك في البطولة كل من سوسن بدر ومادلين طبر وسناء شافع وسميرة عبد العزيز ومونيا، وتُخرجه مؤلفته إيناس بكر في ثاني تجاربها الإخراجية التلفزيونية. وتدور أحداثه بين القاهرة والإسكندرية ونيويورك، وتنتجه مدينة الإنتاج الإعلامي، ومن المتوقع أن يعرض في شهر رمضان المقبل على أكثر من قناة فضائية.
يذكر أن مسلسل «حنان وحنين» كان من المقرر تصويره وعرضه العام الماضي، إلا أنه واجه العديد من المشكلات الخاصة مثل اختيار المخرج وعدم توافر السيولة المالية لمدينة الانتاج الاعلامي التي رفضت إنتاجه العام الماضي، لأنها كانت مشغولة بأعمال أخرى، وفي مقدمها “السندريلا”. وقد اعتذر عدد كبير من النجوم عن عدم المشاركة في المسلسل، بينهم يسرا وحنان ترك ومنى زكي. وقد أدى اعتذار هذه الأخيرة الى تأجيل التصوير حتى أول من أمس، بعدما كان مقرراً في بداية الشهر الجاري. وكان الشريف قد أعلن سابقاً أن “فلوس التمثيل حرام”، إذ إنه يقف أمام الكاميرا “كالأراجوز” لفترة قصيرة ثم يحصل على ثروات طائلة، فيما يعمل الآخرون لساعات طويلة، ولا يحصلون إلا على القليل من المال. وقد أثارت هذه التصريحات لغطاً واسعاً في أوساط الفنانين والنقاد المصريين والعرب. وشنّ هجوماً على عبد الناصر في مهرجان القاهرة السينمائي عام 2005، متهماً إياه بالتعامل مع الأميركيين. وأثار تصريحه عاصفة من الانتقادات، لم تهدأ إلا بعدما اعتذر عمّا قاله.