لم تكن هالة سرحان تعرف أن حلقات «السينما والناس» التي خصّصتها للحديث عن فتيات الليل في مصر، قد تؤثر سلباً في صورتها، وأن يشنّ عليها زملاؤها حرباً إعلامية شرسة. الضجة التي رافقت فترة الإعلان عن البرنامج كانت متوقعة. وبعدما أثارت الحملات الترويجية التي عرضتها «روتانا سينما» قبل أشهر، حفيظة مجموعة من المتشددين، عمد هؤلاء إلى توقيع عريضة، قدموها إلى إدارة المحطة، مطالبين بالحدّ من جرأة سرحان. ولكن ما إن هدأت العاصفة حتى عرضت سرحان حلقاتها الأسبوع المقبل. وفيما أثارت الحلقات جدلاً واسعاً في الشارع، فجّر برنامج «90 دقيقة» في حلقة أول من أمس على قناة «المحور»، مفاجأة من العيار الثقيل. إذ أعلنت ثلاث فتيات أنهن قمن بأداء أدوار فتيات ليل، في الحلقات، باتفاق مسبّق مع مقدمة البرنامج، وفي مقابل أجر مادي. وقد أوضحت هؤلاء أنهن يزرن استديو سرحان في الأساس للمشاركة مع الجمهور، في مقابل خمسين جنيهاً (حوالى 9 دولارات). وقد طلب منهن فريق إعداد البرنامج أن يشاركن في الحلقة، ويرددن كلاماً معيناً مقابل 400 جنيه (75 دولاراً). وأشارت الفتيات إلى أن تشويه صورتهن وأصواتهن خلال عرض الحلقات لم يكن كافياً لإخفاء ملامحهن (كما كان متفقاً). وما إن عرضت الحلقات حتى وقعت الواقعة، وتعرّف أهل الفتيات إليهن. وفيما أكد مقدم البرنامج معتز الدمرداش أنه حاول الاتصال بسرحان لمعرفة الحقيقة، لكنه لم يلق منها جواباً، شن ضيفا البرنامج الصحافي سيد علي والناقدة حنان شومان هجوماً حاداً ضدها. وقد اتهما «روتانا» بتشويه صورة فتيات مصر، «علماً بأن القناة غير قادرة على فتح ملفات مماثلة في دول الخليج». أخيراً، تطرح حلقة «90 دقيقة» الكثير من التساؤلات: هل كان هدف الحلقة البحث في أخلاقيات المهنة فعلاً؟ أم إن الدمرداش وزميلته مي الشربيني أرادا توجيه ضربة إلى زميلة حققت سبقاً إعلامياً، وخصوصاً أنهما أجريا المحاكمة من دون سماع أقوال المتهم؟