كامل جابر
في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قرر أعضاء الشبكة المدرسية لصيدا والجوار توزيع كرات ضد التوتر “stress ball” ممهورة باسم الشبكة وتحمل عبارتي “لا للحرب” و“لا للجريمة” باللغتين العربية والإنكليزية، وذلك بهدف تعميم فكرة رفض الحرب والجريمة.
وبدأت أمس المرحلة الأولى من توزيع الكرات على نحو ثمانية آلاف طالب وتلميذ من مدارس صيدا وجوارها وجامعاتهما. ويشير عضو اللجنة الإدارية للشبكة المدرسية، مدير مدارس الإيمان في صيدا كامل كزبر، إلى أن الشبكة أرادت “تعميم الفائدة الشاملة من خلال توزيع هذه الكرات، وخصوصاً في ظل ما يعانيه تلامذتنا وطلابنا من التوتر الدائم الذي يسود البلاد. والمعلوم أن لهذه الكرات فائدة كبيرة في تخفيف التوتر”.
وأضاف “ينضوي إلى الشبكة نحو ثلاثة وثلاثين ألف تلميذ وطالب، بيد أننا لم نجد أكثر من ثمانية آلاف كرة، سنقوم بتوزيعها على تلامذة الصفوف الخامسة والسادسة والسابعة، حتى نغطي أكبر قدر من مدارس صيدا، ونتمنى أن نوفق في توفير العدد المطلوب من الكرات لتوزع على كل الطلاب”.
بلغت تكلفة الطابة دولاراً أميركياً واحداً، وستوزع معها ورقة إرشادات فيها: “عزيزي الطالب... يسعدنا أن نقدم لك هذه الكرة المطاطية. لا تستخدمها كلعبة فقط، بل كوسيلة تساعد على تمرين عضلات يدك، وعلى التخلص من القلق والضغط النفسي. في حالة الغضب الشديد، اضغط عليها واعصرها لتحصل على الراحة والهدوء. اضغط عليها لتعبّر عن كرهك للحروب والنزاعات ولجميع أنواع الجرائم التي ترتكب في حق الإنسان. احتفظ بها لتبقى رمزاً لتفريغ أي طاقة سلبية قد تشعر بها، ولتلهمك الابتعاد عن استخدام العنف بشتى أنواعه... حافظ على نظافة مدينتك”.
وقالت مديرة ثانوية حسام الدين الحريري هنادي الجردلي “تعمل اللجنة على ألا تخرج فكرة الكرات المطاطية عن غايتها المنشودة، معولين في ذلك على وعي طلابنا، وتقبّلهم لغايتها، فلا تصبح للعب والتراشق. ونتوقع أن يدرك التلامذة حين تضغط أيديهم وأناملهم على الكرات أن هواجسهم ومخاوفهم مما يجري في البلاد ستتبدل، وسيشعرون بالاسترخاء، وسيتمنون أن تنتهي الأزمة في لبنان”.
التلميذ عبد الرحمن السوسي، راقته عملية ضغط يده على الكرة المطاطية وقال “بدأت أشعر بالارتياح. الطابة بحد ذاتها جميلة بألوانها ومظهرها، وهذا الأمر يشكل عاملاً مساعداً آخر، يضاف إلى هدفها في تخفيف الضغط. أتمنى أن تصل الكرة وكلماتها إلى كل تلامذة الجنوب، بل إلى كل تلامذة لبنان”.
ويتمنى كزبر تعميم فكرة الكرات وغايتها “على مختلف مدارس لبنان، لئلا تكون للحرب، بل بمثابة صرخة مدوية في صمت الأزمة المخيف”.
وتتوّج الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نشاطاتها التربوية على صعيد مدارسها الرسمية والخاصة بنشاط موحد اليوم بإطلاق أكثر من 4000 بالون تحمل عبارة “لا للحرب” وصورة الرئيس رفيق الحريري، على أن تقيم الشبكة جداريات على جوانب عدد من الشوارع الرئيسية في صيدا لتزيينها برسوم من وحي المناسبة.