هالة سرحان: الفضيحة مستمرّة!
القاهرة ـــ فرح داغر

مع

اتّسعت جبهات الحرب على هالة سرحان. وفي كل لحظة، ينضمّ طرف جديد إلى “الهوجة” التى بدأت في برنامج «90 دقيقة» على قناة «المحور»، والتي نشرت تفاصيلها صحيفة «المصري اليوم» قبل ساعات من بثّها المباشر على الهواء! ويرى مقربون من المقدمة المصرية أن الهدف من الحملة يستهدف سرحان من جهة، وسقف حرية الإعلام الذي نجح في إثارة قضية حساسة مثل الدعارة من جهة أخرى. ويستغرب هؤلاء كيف أن أحداً لم يتساءل عما دفع فتاة الى التحدث عن تجربتها كفتاة ليل، مقابل المال (مهما كانت قيمته)، في مجتمع شرقي محافظ مثل مصر؟ هل تكفي 200 جنيه (30 دولار تقريباً) وقطعة بيتزا لكي تفضح فتاة “شريفة” نفسها على شاشة التلفزيون؟ ثم لماذا سكتت الفتيات كل هذا الوقت، على رغم أن تصوير الحلقات تمّ في نيسان (أبريل) الماضي، وصورهن كانت واضحة في الحملات الترويجية التي بثّتها «روتانا» منذ تشرين الأول (أكتوبر الماضي). أضف إلى ذلك، أن الهجوم جاء من أطراف متنافرة: نبيه الوحش محامي متخصص في رفع الدعاوى القضائية على المشاهير، ومنتصر الزيات، محامي الجماعة الإسلامية الذي طالب بتطبيق حد الحرابة، وأخيراً مصطفى بكري، رئيس تحرير صحيفة «الأسبوع». وهو على ما يبدو تحالف قريب من الأجهزة الرسمية ومن الإخوان المسلمين في الوقت عينه. وكلهم يعملون تحت شعار واحد: الدفاع عن سمعة مصر. ولم يقل أحد هل المطلوب من الإعلام أن يخفي رأسه في الرمال ولا يرى الحقيقة؟.
اللافت أنّ كل الاتهامات التي وجّهت إلى سرحان وبرنامجها أطلقت قبل الاستماع الى وجهة نظرها، أو حتى محاولة تقصي الحقيقة من فريق العمل الذي نفّذ الحلقات، واكتفت الحملة بميلودراما الفتيات. وربما تعاقَب سرحان لأنها خرجت عن الطاعة. لذا، جاء من يعيد الإعلام إلى بيت الطاعة.

ضد

دبي ــ زياد عبد الواحد

علمت «الأخبار» أن هالة سرحان غادرت القاهرة، متوجهة إلى دبي فجر أول من أمس، بعدما تفاعلت موجة إعلامية ضدها، على خلفية اتهامها بفبركة حلقات عن «فتيات الليل» بثتها قناة «روتانا سينما» ضمن برنامج «السينما والناس». وأفاد مصدر مقرّب من القناة أنه تم استدعاء الإعلامية من إدارة المحطة التي تتخذ من دبي مكتبها الإقليمي، للاستيضاح عن حقيقة ما جاء في حلقة «90 دقيقة» على قناة «المحور» المصرية التي كشفت القصة. وقالت مقدمة البرنامج مي الشربيني لـ«الأخبار» إن هناك توجهاً في القناة لمتابعة هذا الملف الذي «لم نتردد في فتحه بعد لقائنا بالفتيات وأهاليهن». وقالت الشربيني إن «لا عداوة شخصية بينها وزميلها معتز الدمرداش، وبين سرحان، إلا أن ما أثرناه هو البُعد الأخلاقي والصحافي في القضية».
وخصصت حلقتان تاليتان من «90 دقيقة» لمتابعة الموضوع، وتم التركيز على النقاش القانوني، وما إذا بالإمكان اعتبار شهادة الفتيات عبر القناة، ومن ثم الشهادة التي قدمنها أمام النائب العام المصري بعد استدعائهن للتحقيق، إثباتا كافياً لمحاكمة سرحان، في الوقت الذي وعد فيه رئيس تحرير برنامجها بردّ قانوني من جانب الإعلامية وقناة «روتانا».
ورأى مراقبون أن قناة «المحور» التي يملكها رجل الأعمال المصري حسن راتب، اعتادت الخوض في ندوات إعلامية تناقش، وتنتقد أحياناً، تجارب وسائل الإعلام الأخرى، مراهنة على استقلاليتها وبالتالي تجرّؤها على إثارة قضايا حساسة مرتبطة بالمهنة، من دون التخوف من مأزق التمويل والعلاقات العامة. وكان برنامج «90 دقيقة» قد عرض أيضاً، حلقات ناقشت مستوى برامج «التوك شو» في الإعلام المصري. ونفى مسؤول في “المحور” أن تكون هناك “نية مبيّتة لذبح سرحان”، على حد تعبير مفيد فوزي الذي هاجم طاقم «90 دقيقة»، مدافعاً عن الدكتورة.