هل يمكن الحديث عن مخاض في المسار الروائي السعودي، في الوقت الراهن أو في المستقبل القريب؟بالتأكيد يجيب الناقد السعودي محمد العباس. “بعد مرحلة معيّنة، لن يبقى من الإنتاج إلا الحقيقي، باعتبار أن الزمن هو الناقد الأكبر لكل الأعمال الأدبية”.
ويقول الروائي عبد الحفيظ الشمري، رئيس نادي القصة سابقاً في جمعية الثقافة والفنون في الرياض: “ما زلنا في مرحلة المخاض، ولم تلد التجربة بعد ذلك الطفل الموعود، بسبب معوقات نقدية وإشكاليات ذوقية. نحن نحتاج إلى نقاد يرفعون من شأن الرواية ويقيمون لها وزناً”. ويشير الشمري إلى أن “الرواية التي لا يحركها الإعلام لن تصل إلى القارئ. والخطورة أن ندفع الأسماء دفعاً إلى القارئ كما يحدث، فالإعلان عن ولادة روائية أو عمل روائي هو أشبه بالفن الرخيص... والنقاد يمارسون اليوم هذه الانتقائية خارج المعايير النقدية. أما الأعمال الأدبية النسوية، من رجاء الصانع وغيرها، فيتناولها النقاد على أساس ضرورة دفع المرأة إلى الأمام، بعيداً من مساءلة النص والكتابة كفنّ، على أساس معايير موضوعية”.
من جهته، يرى القاص الشاب عبد السلام الحميد، أنه تم تجاوز حالة المخاض منذ زمن بعيد، “لدينا رواد مؤسسون للعمل الإبداعي السعودي، ولدينا مبدعون موجودون على خريطة الإبداع العربي والعالمي مثل عبد الرحمن منيف وإبراهيم الحميدان وجار الله الحميد وغيرهم. نحن الآن تجاوزنا مرحلة المخاض الى أخرى يمكن تسميتها مرحلة الإنتاج الإبداعي الكثيف الذي يبشر بميلاد أكثر من مبدع سعودي، من الوزن الثقيل”.