القاهرة ــ محمد محمود
جمال سليمان ورشا شربتجي يواجهان إسرائيل في بور سعيد، باسم ياخور يغازل جمهور السينما، وسلمى المصري صارت «أسماء بنت أبي بكر»... دمشق تجتاح القاهرة! في انتظار نجوم المغرب العربي والخليج

“النجوم المصريون هم السبب”... هكذا يعلّق النقاد المرحبون بحضور الفنانين العرب، خصوصاً السوريين، في الدراما المصرية. وفيما ابدى أكثر من ممثل سوري استياءه من انتشار هذه الظاهرة، عزا النقّاد ذلك إلى هؤلاء النجوم الذين تركوا مقاعد شاغرة لزملائهم العرب، وهو ما جعل خبر مشاركة ممثل عربي في مسلسل مصري، خبراً عادياً لا يحتاج إلى علامة تعجّب.
قد يكون نجاح جمال سليمان الذي أثار عاصفة من الانتقادات لدى أدائه دور رجل صعيدي في مسلسل “حدائق الشيطان”، خير دليل على ذلك. وهو يستعد اليوم لتقديم شخصية أكثر تعقيداً، لم تهتم بها الدراما المصرية كثيراً: “البورسعيدي” المعروف بلهجته الخاصة. الممثل السوري عرف كيف تؤكل الكتف إذاً، وحوّل الهجوم إلى طاقة، فتحت الأبواب له ولكثيرين من مواطنيه الذين بدأوا في منافسة فناني لبنان على الانتشار مصرياً. لذا، يتوقع المتابعون للوسط الفني أن تشهد الساحة المحلية قريباً “فتحاً” مغاربياً (بعد نجاح التونسية هند صبري)، ثم خليجياً، بعدما انحسرت سابقاً إطلالات الفنانين الخليجيين في المسلسلات المصرية، الممولة من شركات خليجية فقط.
لكن جمال سليمان لم يحقق انتشاراً في الدراما التلفزيونية فحسب، بل جذب إليه منتجي السينما، ووقّع قبل أيام عقد فيلم جديد بعنوان “ليلة واحدة”. وهو من انتاج شركة “الجابري” التي احتكرت نشاطات سليمان المصرية حتى قبل عرض “حدائق الشيطان”.
أما في مسلسل “ولاد الليل”، فيؤدي سليمان شخصية تاجر بورسعيدي يعمل فى مجال التحف والأنتيك. وبعد مواقفه البطولية خلال الحرب مع إسرائيل، يجد التاجر نفسه في مواجهة جديدة مع رجال أعمال يهود، يريدون استعادة حضورهم من خلال إقامة صفقات جديدة. لكن المفاجأة ليست في الشخصية التي يؤديها سليمان فحسب، بل في كاتبة المسلسل ومخرجته، وهي الشابة رشا شربتجي التي قدمت بعض التجارب الناجحة في الدراما السورية. وقد وثقت بها الشركة المنتجة ورصدت لها ميزانية قدرها 18 مليون جنيه، ومن المتوقع أن يبدأ التصوير في شهر آذار (مارس) المقبل.
تجربة سليمان شجّعت مواطنه باسم ياخور على دخول الساحة المصرية. وقد أوشك مجدي الهواري، مخرج فيلمه السينمائي الأول “خليج نعمة” على إنهاء التصوير. ويجسّد ياخور في الفيلم دور رجل أعمال مقيم في اليونان، يعيش وحيداً بعد انفصاله عن زوجته التي تؤدي دورها غادة عادل، علماً بأن باقي أبطال الفيلم هم 3 مغنين شباب، يمثّلون للمرة الأولى. وقد رشّح ياخور الذي حقق انتشاراً في مصر من خلال المسلسل التاريخي “خالد بن الوليد”، للمشاركة في بطولة مسلسل جديد هو “الشيماء”، لكن الاتفاق لم يتم بعد.
وفيما تشارك سوزان نجم الدين في مسلسل “نقطة نظام” مع صلاح السعدني، تتجه جميع الأنظار اليوم صوب تيم حسن الذي يخوض التحدي الأصعب عبر أداء شخصية الملك فاروق في المسلسل الذي يخرجه حاتم علي. وفيما ينتظر محمد عزيزية فرصته أيضاً، أعلن علي الحرب على المخرجين المصريين المتهمين بتدليل النجم على حساب العمل، بعدما رفض الرضوخ لشروط النجوم.
ومن الوافدين من دمشق أيضاً، أيمن زيدان الذي يطلّ في مسلسل “طلقات في الهواء”، وزادت حظوظ سلاف فواخرجي المرشحة لشخصية روز اليوسف، بعد فشل الاتفاق معها في فيلم محمد سعد الجديد. أما جومانا مراد التي سبقت الجميع وشاركت في أعمال مصرية، فقد نجحت في لفت الانتباه عبر مسلسل “القاهرة ترحب بكم”. وتستعد لبطولة أول فيلم لها مع شريف منير بعنوان “الشياطين”. وعلى رغم أن فيلم “الآباء الصغار” لدريد لحّام لم يحقق الانتشار الجماهيري في مصر، رُشحت بطلته سلمى المصري للمشاركة في بطولة المسلسل الديني “أسماء بنت أبي بكر”. أخيراً، يبدو واضحاً أن الهجوم السوري على الدراما المصرية، أنعش الإنتاج المحلي الذي ينتظر مشاركة ممثلين آخرين مثل غسان مسعود وبسام كوسا. وقد يمثّل هذا الهجوم رداً على التصريحات النارية المستمرة للمخرج نجدت أنزور الذي انتقد الدراما المصرية كثيراً، الأمر الذي جعل بعضهم يعتقد أنه يفعل ذلك ليلفت انتباه منتجي القاهرة إليه، خصوصاً أن مصر عادت تجمع الفنانين العرب تحت خيمتها.