فاطمة داوود
في ظلّ مقاطعة الفضائيات العربية للمسلسلات اللبنانية، تتحرّك عجلة الإنتاج المحلي: الاستديوهات تعجّ بالممثلين، والمنتجون يلهثون وراء النصوص الجديدة...
وLBC تطلق سراح أعمال نائمة في الأدراج


من يرصد حركة الدراما اللبنانية في الفترة الأخيرة، يلاحظ بسرعة النشاط الذي تشهده استديوهات التصوير، على رغم أن معظم المحطات العربية، اللبنانية خصوصاً، لا تبدي أي رغبة حقيقية بتبني هذه المسلسلات وعرضها. قد يعزو بعضهم قصور الدراما إلى افتقارها في المقام الأول للجرأة في تناول اللحظة الراهنة بكل خسائرها، وعدم بحثها الجدي عن محاكاة الشارع اللبناني وهموم مواطنيه. فيما يراهن آخرون على دخولها مرحلة الاحترافية والنضج، إذا قررت المحطات المحلية ــ على الأقل ــ عرض الأعمال التي تصوّر، بحكم نظرية التجربة والخطأ.
وعلى رغم صعوبة الإنتاج، ينجح بعضهم في تقديم أعمال تتنوع بين الدراما والكوميديا، لكن مصيرها يبقى معلقاً بمزاجية هذه المحطة أو تلك. وها هي أدراج التلفزيونات تخزّن الكثير من الأعمال المحلية التي تنتظر انتقالها إلى الشاشة، على رغم أن ملايين الدولارات تُنفق سنوياً لشراء حقوق الملكية الفكرية للأعمال المصرية والسورية والمكسيكية.
وسط كل ذلك، يبدي صنّاع الدراما إصراراً على النهوض من هذا الجمود، ويجري حالياً الإعداد لأكثر من مسلسل.
في السادس والعشرين من الشهر الجاري، يبدأ تصوير “ورود ممزقة”، الذي يضمّ مجموعة من الممثلين اللبنانيين، بينهم فادي إبراهيم وهند باز وباسم مغنية وفيفيان انطونيوس ونهلة داوود ويوسف الخال. كما يجري المخرج السوري محمد رجب التحضيرات اللازمة ليبدأ الأسبوع المقبل تصوير الجزء الأول من سلسلة “حواء في التاريخ”، الخاص بالملكة زنوبيا، مع كارول سماحة. وكان من المقرر أن يخرج سمير حبشي العمل، لكن رجب فاز به في اللحظات الأخيرة. أضف إلى ذلك أنّ كارمن لبّس تقرأ سيناريو عمل كتبه مروان العبد، وهي بانتظار عرض مسلسلها “زهرة الخريف” الذي أدت بطولته الى جانب باسم مغنية. كما بدأت التحضيرات لإطلاق مسلسل بعنوان “طارق ونور”، كتبت نصّه نضال الأحمدية، وقدم قبل سنوات عبر أثير “صوت الغد”، وشارك في بطولته فيني رومي وريما نجيم. أخيراً، حسمت LBC موقفها وأعطت مواقفتها على بدء تصوير المسلسل الكوميدي الجديد “لهون وبسّ”، على أن تبدأ قريباً عملية اختيار الممثلين.
والمؤسسة اللبنانية للإرسال، هي اليوم الراعية الوحيدة للأعمال التلفزيونية. كيف لا وقد خصصت 3 سهرات في الأسبوع للأعمال المحلية؟ وبعدما عرضت أمس الحلقة الأخيرة من مسلسل “نضال”، ضمن سلسلة “زمن”، ها هي تقدم مساء الأحد المقبل العمل الجديد “دموع الندم”، كتابة فراس جبران، إنتاج شركة “فينيكس برودكشن”، وإخراج رندلى قديح. ويشارك في بطولته مجموعة من الممثلين، بينهم وليد العلايلي وباسم مغنية وكريستين شويري ووفاء طربيه ومجدي مشموشي.
وفيما تتوغل الأعمال الجديدة في أروقة المجتمعات الفقيرة (“السجينة” الذي يعرض هذا المساء على LBC، و“امرأة من ضياع” الذي يبدأ عرضه مساء الأربعاء المقبل على NEW TV)، يسلّط “دموع الندم” الضوء على رموز المجتمع المخملي. القصة هنا تبدو مكسيكية بامتياز: حنين (كريستين شويري)، فتاة ثرية تقع في غرام أحد الشبّان الفقراء (مجدي مشموشي). وسرعان ما تثمر العلاقة جنيناً ينمو في أحشاء الفتاة. وحين تعلم والدتها (وفاء طربيه) بالقصة، تحاول تفادي الفضيحة. فترحّل ابنتها إلى بلد آخر حيث تضع مولودتها، وتؤخذ منها قبل أن تراها من رؤيتها. أما حبيبها، فيتم توريطه في جريمة قتل، ويدخل السجن المؤبّد.
بعد وضع طفلتها، تعود حنين الى الوطن، وتجبر على الزواج من رجل يكبرها بسنوات (وليد العلايلي). وتنسى جراح الماضي، بعد أن تضع طفلها سامر. تمرّ السنوات، وتخبئ الأيام لحنين صدفة لم تكن في الحسبان: ابن مدبرة المنزل (باسم مغنية)، يزور أحد أقاربه في صيدا حيث يتعرّف الى الشابة كلارا (تؤدي دورها أيضاً كريستين الشويري). وبعدما يجمع الحب بينهما، تزور كلارا منزل والدتها، وتظهر الحقيقة.
وعلى رغم أنّ النصّ كتب في البداية لأربع حلقات فقط، اقترح المنتج إيلي معلوف تقديمه في عشر حلقات. وقد طرأت تغييرات على المسلسل، أبرزها استبدال الممثلة فيفيان انطونيوس بكريستين شويري، بعدما طلبت الأولى تأجيل التصوير بسبب حملها. يعتمد العمل على الكثير من الـ“فلاش ــ باك”، ويتميّز بالمؤثرات الخاصة والتفنن بالماكياج الذي يظهر الشخصيات الرئيسة في مراحل عمرية مختلفة.

كل أحد عند الساعة 20:30 على LBC