برلين ــ الأخبار
من كان يتوّقع أن ينتزع فيلم “دخيل” ذو الميزانية المتواضعة، الجائزة الكبرى في مهرجان “برلين السينمائي الدولي”؟ ربحت الصين هذه المرّة، وتركت الإنتاجات الفرنسية والأميركية الضخمة “تلملم” الجوائز الأخرى في الدورة السابعة والخمسين للمهرجان التي اختُتمت أول من أمس. لقد حاز “زواج تويا” للصيني وانغ كوانان (41 عاماً) جائزة الدبّ الذهبي لأفضل فيلم، فيما توزّعت الجوائز الأخرى بين الأرجنتين وإسرائيل وكوريا والهند وهولندا والولايات المتحدة وفرنسا. السينما الفرنسيّة التي كانت حاضرة بقوة في المنافسة، لم تظفر إلا بجائزة الدب الفضي لأفضل فيلم قصير الذي كان من نصيب Décroche لمانويل شابيرا، على رغم وجود ثلاثة أفلام مهمّة في حلبة المنافسة هي “ملاك” لفرنسوا أوزون، و“الشهود” لأندريه تيشيني، و“لا تلمسوا الفأس” لجاك ريفيت. حتى إنّ الأداء اللافت لماريون كوتيّار في فيلم الافتتاح La môme لأوليفييه دهان لم يكف لانتزاع جائزة أفضل ممثلة. ولم يكن نصيب السينما الأميركية أفضل. على رغم مشاركة أفلام ضخمة مثل “الالماني الطيب” لستيفن سودربيرغ و“بورديرتاون” لغريغوري نافا و“الراعي الصالح” لروبرت دي نيرو. وحده الفيلم الأخير حظي بجائزة ثانويّة، إذ حاز ممثلوه مجتمعين (مات دامون وإليك بولدوين وأنجلينا جولي ووليام هورت) جائزة الدب الفضي عن “ادائهم الفني الفريد والمميز”.
وعزا العديد من النقاد فوز “زواج تويا” بالدبّ الذهبي لأفضل فيلم الى الموضوع الذي يعالجه، وميل لجنة التحكيم التي يرأسها الأميركي بول شرادر إلى التعاطف مع أفلام ذات ميزانية متواضعة مقارنةً بالأفلام الهوليوودية الضخمة. “زواج تويا” (اخراج وانغ كوانان) عن “التضحية بنمط العيش الحقيقي لسكان منغوليا باسم النمو الاقتصادي”. أمّا الفيلم الذي انتزع الجائزة الكبرى للجنة التحكيم، فكان مفاجأة أيضاً: “الآخر” للأرجنتيني أرييل روتر (33 عاماً) نال ممثّله خوليو شافيز أيضاً جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل. يؤدي شافيز في هذا الفيلم دور رجل يقرّر تغيير مجرى حياته رأساً على عقب فينتحل هوية شخص متوفى هرباً من ماضيه.
ونال الإسرائيلي جوزف سيدار (38 عاماً) جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج عن فيلمه “بوفور”. يعالج الفيلم بشكل مباشر ونقدي الاجتياح الإسرائيلي للبنان (1982) ونتائجه السلبيّة على الدولة الغازية. وقال سيدار: “انه فيلم عن الخوف عموماً، وخوفي أنا خصوصاً. آمل أن تكون لحكومتنا الشجاعة الكافية لوقف الحرب”. وتعكس نتائج الدورة 57 من “مهرجان برلين” رغبة لجنة التحكيم في تكريم المواهب الشابة على حساب المكرّسين، مثل الأميركي ستيفن سودربيرغ مخرج “الألماني الطيب”.