strong>بشير صفير
لا يُعدّ تقليد الغرب ظاهرةً غريبةً أو مستجدّةً، لكنّ هذه الظاهرة تفشّت بعدما وجدت أرضاً خصبة لدى جيل ما بعد الحرب الأهلية. أما الدليل على ذلك فتجده في الإنتاج الفني على الساحة المحلية، وتحديداً التجارب الموسيقية الشبابية التي تتخذ من الأنماط الغربية منبراً لتحقيق ذواتها الفنية. هذه الفرق التي تتألف في معظم الأحيان من تركيبة موسيقية غربية كلاسيكية، تعيد إنتاج أغنيات لفرق غربية تأثرت بها في البداية، ثم تنتقل إلى تقديم أعمالها الخاصة بإتقان. إلا أنّها لا تلبث أن تتخلى عن مشروعها الذي نكتشف مع الوقت أنّه لا يقدّم جديداً للغرب، ولا يجد حضناً يرعاه بشكل دائم في الشرق.
من قلب هذه الحالة ذات التوجه الغربي على الساحة اللبنانية، تأتي الفرقة الشابة Roswell التي تقدّم حفلةً موسيقية مساء اليوم في صور، محاولةً توسيع حالتها محلياً عبر التواصل مع المجتمع اللبناني في مختلف المناطق.
أسّست Roswell عام 2005 مجموعة شبان يجمع بينهم إلمام بموسيقى الروك البديل. تبدّلت تركيبة الفرقة مع الوقت وتغيّر أعضاؤها لتتخذ شكلها الحالي مع غيث الحر (غناء)، ماهر مرديني (باص كهربائي)، رفايل بالجي (غيتار) وأنطوني ديراسويان (درامز).
قدّمت الفرقة في بداية بديهية أغنيات لفرق غربية عدة، في حفلات بدأت صيف عام 2005، وانتقلت بعد ذلك إلى تكوين ريبرتوار خاص بها عبر تأليف أغنيات تنتمي إلى الروك البديل غير الصاخب. في ربيع العام الماضي، تمكّنت Roswell من تحقيق أول خطوة محترفة لها من خلال إصدار ألبومها الأول «Reflections» (إنتاج خاص) وقد ضم أربع أغنيات من تأليفها لحناً ونصاً.
من الواضح أنّ الخطوة جاءت متسرّعة نوعاً ما، إذ لا جديد موسيقياً تحمله الأغنيات التي ضمّتها باكورة الفرقة. أما النصوص، وإن حاكت حالات شبابية واقعية، فإنها لم تعالج المواضيع التي تطرحها بأسلوب عميق، يكشف الأسباب ويغوص في تحليلها. بل إنّ الكلمات أتت واضحة ترسم الحالة بأبعاد ثنائية لا تمسّ إلا ناعم الأظافر في عالم الحب والحزن والعلاقة مع الآخر.
بعد ألبوم «تأملات»، تابعت الفرقة العمل على أغنيات خاصة، ظهر فيها جلياً نضج التأليف والتمكّن من الأداء.
أما حفلة هذا المساء، فتتميّز عن جميع محطات مسيرة Roswell الموسيقية، إذ تقدّم نموذجاً فريداً في لبنان في مجال موسيقى الروك، فقد أضافت إلى تركيبتها الأصلية مجموعة خماسية كلاسيكية بامتياز تتألف من آلتي تشيلّو وأربع آلات فيولون وكلارينيت. إنها توليفة رائدة محلياً تستحق التفاتة من شريحة إضافية من الجمهور اللبناني، ومن شأنها أن تنتشل نمط الفرقة من رتابة الصوت والأسلوب إذا أحسنت توظيفها بالشكل المناسب الذي يقدّم جديداً في لقاء ثقافتين غربيتين متباعدتين زمنياً.

فرقة Roswell الخامسة مساء اليوم في قاعة 2000 AK، صور 03/448103