محمد عبد الرحمن
انتهى مهرجان القاهرة السادس عشر للموسيقى العربية، منذ أسبوعين تقريباً، لكن ردود الفعل ضدّ سياسة رتيبة الحفني لم تنته بعد. الأزمة خرجت إلى العلن، بعدما أعلن المايسترو سليم سحاب اعتزاله العمل في دار الأوبرا، والمشاركة في الدورات المقبلة من المهرجان، وذلك بسبب الضغوط التي تعرّض لها مع فرقته، إثر استعانة دار الأوبرا بفرق أخرى.
وفي وقت نُقل فيه سحاب بعد هذا الإعلان إلى المستشفى، مصاباً بضغط عصبي شديد زاد من سخونة القضية، طالب نقيب الموسيقيين منير الوسيمي بإقالة رتيبة الحفني، رئيسة المهرجان، بسبب تأثيرها السلبي على أحد أبرز فعاليات وزارة الثقافة، طوال السنوات الماضية.
أما الحفني فردّت بأن الفنانين المشاركين هم الذين اختاروا الفرق المصاحبة لهم. لكنها أغفلت بالطبع ذكر ما يردده العاملون في الدار عن دور فرقة المايسترو خالد فؤاد في إشعال الأزمة، وخصوصاً أن هذا الأخير، المعروف بعلاقاته الوطيدة مع النجوم، اتفق مع الحفني على استضافة عدد كبير من النجوم في الدورة الأخيرة، مقابل أن يقود هو الفرقة. واشترط الحصول على 50 ألف جنيه في الحفلة الواحدة، فيما تتقاضى بقية فرق الأوبرا، وبينها سليم سحاب، حوالى 15 ألف جنيه فقط، ما أحدث خلافات بين العازفين، وخصوصاً أن فؤاد قاد حفلات مروان خوري وكارول سماحة وشيرين عبد الوهاب وماجد المهندس وملحم زين.
ورأى سحّاب في تلك السياسة ما يساعد على هجرة العازفين المتمكّنين إلى الفرق التي تدفع أكثر، علماً أن مشاركته في المهرجان لم تتعدَّ حفلتين.
ثم دخل على الخط نقيب الموسيقيين منير الوسيمي، منتقداً عدم توجيه دعوة إليه لحضور حفلة الافتتاح التي كرّمت سلفه حسن أبو السعود. ورأى أنه كان الأحق في تسلّم درع التكريم، وندد بعدم مشاركة النقابة في أي فعالية خاصة بالمهرجان الذي اتجه ليكون مهرجاناً خاصاً، في إشارة إلى كثرة الاستعانة بنجوم الفيديو كليب في الدورات الأخيرة.
وزاد الوسيمي من حدّة هجومه، مبدياً تعجبه من استمرار مغنية أوبرالية في إدارة مهرجان الموسيقى العربية، ومطالباً بإقالتها. فيما ردّت الحفني عبر برنامج «البيت بيتك» بأنها ترحب بالخروج من منصبها إذا كان هذا الأمر سينقذ المهرجان، منددةً بخروج النقاشات إلى العلن، على اعتبار أنّ الخلاف بين الفنانين يجب أن يدور في الكواليس لا أمام الجمهور.