محمد عبد الرحمن
المسلسل مستمرّ...رغم انتهاء عرضه، واضمحلال الضجّة الرمضانيّة. هذه المرّة البطولة لأحفاد عبد الوهاب باشا طلعت الذين طلبوا رسمياً من mbc، عدم إعادة بث «الملك فاروق» أو استثماره. كيف تردّ الفضائيّة السعودية المتّهمة بـ«تلميع صورة الملكية»؟

قبل أيام، أعلن الشاعر بهاء جاهين موافقته على تقديم سيرة والده صلاح جاهين، في مسلسل تلفزيوني، شرط أن يخرج بجودة «الملك فاروق» الذي أخرجه حاتم علي لـ mbc في رمضان. شهادة جاهين لم تكن سوى إضافة جديدة إلى إشادات لا حصر لها، أكدت نجاح المسلسل فنياً وجماهيرياً. لكن كثرة الإطراءات لا تعني غياب الانتقادات التي جاءت، في معظمها، سياسيةً وتاريخيةً، وشدّدت على محاولة المسلسل تلميع صورة النظام الملكي. الجديد هذه المرة أتى من أحفاد عبد الوهاب باشا طلعت (جسّد دوره الممثل مفيد عاشور). هؤلاء وجهوا إنذاراً قانونياً إلى «أم بي سي»، وطالبوها بعدم إعادة عرض المسلسل أو تسويقه فضائياً، وذلك بعدما لمسوا في صورة جدهم، وهو مساعد علي ماهر باشا، إساءةً إليه، لأنّ «لميس جابر، مؤلفة العمل، قدّمته في شخصية السياسي المخادع الذي يفعل أي شيء لإرضاء علي ماهر».
وفيما بدأت بعض المحطات بثّ المسلسل بعد رمضان، أوضح مجدي عبد المسيح، المنتج الفني للعمل، أن المحطة تلتزم الصمت تجاه أي إنذار قانوني ضد «الملك فاروق»، وأن عملية التسويق مستمرة، رافضاً التعليق على الإنذار الأخير، على اعتبار أن القضية تخصّ الدائرة القانونية في المحطة السعودية.
من جهتها، أبدت لميس جابر في اتصال مع «الأخبار» دهشتها من غضب أحفاد طلعت، «المبالغ فيه، والمتأخر كثيراً». ورأت أن الجهة التي يحق لها الاعتراض، هي عائلة علي ماهر باشا، لأن المسلسل أكد أنه كان يستغل منصبه لتحقيق أهدافه الشخصية، وأنه كان يناطح الإنكليز لمصلحة المحور خلال الحرب العالمية الثانية، مستغلاً ثقة الملك به. والدليل أنه أصبح رئيساً للوزراء، فور قيام الثورة.
وأعادت جابر التأكيد أنها اعتمدت وثائق تاريخية قبل كتابة المسلسل، موضحةً أنّ عبد الوهاب طلعت كان ينفّذ أوامر الملك، عندما نقل خبراً كاذباً إلى مصطفى النحاس باشا مفاده أن فاروق كلّف هذا الأخير رئاسة الوزارة. وأشارت إلى أنها قرأت الكثير عن مواقف أخرى تطال عبد الوهاب طلعت، ولم تذكرها في المسلسل لضيق الوقت. وبينها، على سبيل المثال، اتهام حسن صبري باشا له بقلّة الوفاء، بعدما حاول الوشاية بعلي ماهر، رغم أن الجميع كان يطلق عليه سراً «جاسوس علي ماهر».
وطالبت جابر أحفاد الشخصيات التاريخية بالفصل بين مشاعرهم ووقائع التاريخ الموثقة، والأخذ في الاعتبار الظروف التاريخية. كما عزت موقف أحفاد طلعت إلى الأداء المبالغ فيه للممثل عاشور في العمل. لكنّ هذا الإنذار ليس القضية الوحيدة المستجدّة، إذ صرّح أخيراً المؤلف محمد أبو العلا السلاموني بأنه رفض، قبل سنوات، عرضاً من «أم بي سي» لكتابة مسلسل عن الملك فاروق. والسبب، كما قال، يعود إلى أنّ المحطة أرادت تقديم شخصية الملك في صورة محددة سلفاً، تخالف الكثير من الحقائق التاريخية.
تصريحات السلاموني صبّت الزيت على نار مشتعلة ضد المسلسل، تؤكد أن المحطة أرادت خلقَ حنين إلى الملكية لتصفية حساباتها، بطريقة غير مباشرة، مع ثورة يوليو، والتأكيد أن النظام الملكي هو الأفضل بين كل الأنظمة السياسية. إلا أن كلام السلاموني جاء أيضاً في مناسبة ترويجه لسيناريو مسلسل عن محمد علي (كان كتبه على شكل مسرحية)، طالباً من جهات الإنتاج المصرية «ألا تكرر خطأ الملك فاروق مرة أخرى». لكن هل يُبصر المسلسل النور سريعاً؟ أم يسبقه فيلم «محمد علي»؟ علماً بأن لميس جابر التي كتبت الفيلم أيضاً، زارت اليونان أخيراً مع زوجها يحيى الفخراني، لمعاينة الأماكن التي عاش فيها مؤسس مصر الحديثة.

16:30 على قناة «سين» للمسلسلات