strong> علاء اليوسفي
وسط المرحلة الاستثنائية التي يشهدها البلد، كان متوقعاً لحلقة أول من أمس من برنامج «الأسبوع في ساعة» أن تأتي استثنائية. إذ حلّ الجنرال ميشال عون ضيفاً على البرنامج الذي يقدّمه جورج صليبي على محطة NTV، في مرحلة خطيرة وصفها عون «بمرحلة المنزلقات الخطيرة». وكان جمهور السياسة عامة متعطشاً إلى ما سيدلي به «الجنرال»، خصوصاً مع انتهاء ولاية إميل لحود وضبابية المرحلة المقبلة والمبادرة التي تقدّم بها رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» وانتهت صلاحيتها قبيل انتهاء مدة الولاية.
إلا أنّ الاستثنائية المفترضة للحلقة كادت تصبح عادية، لولا موقع «الجنرال» القيادي وحجمه التمثيلي ودوره المحوري في العملية السياسية بغض النظر عن صوابية مواقفه. وإذا جاز اعتبار مقابلات الـ«توك شو» صراعاً ندياً بين مقدّم وضيف، فقد خرج صليبي خاسراً في معركته مع «الجنرال». إذ ابتعد عن أي مشاكسة صحافية وبدا في غير مستواه الذي اعتدناه في إدارة حلقاته، مثل سؤاله الضيف عن المحور الذي يرغب في أن يبدأ به بدلاً من أن يتحكّم هو بإدارة دفة الحوار. وإذا كانت شخصية عون الانفعالية في تعاملها مع الإعلام، تشفع للزميل صليبي تراجعه عن المناوشة أحياناً، فإنّ أكثر ما يُؤخذ عليه في الحلقة هو تجاوزه للرسالة التي بعث بها عون إلى بشار الأسد عام 2005 قبل عودته من باريس. إذ كثرت التكهنات حول مضمون الرسالة ورآها بعضهم صفقة بين دمشق وعون. وقد قرّر الأخير لسبب ما أن يكشف عن مضمونها ملمّحاً لصليبي عن استعداده لقراءتها. لكنّ صليبي فاجأ المشاهد بتجاوزها ولم يعد إليها إلا بعد مرور وقت وبسبب اتصالات المشاهدين خلال الوقفات الاعلامية مطالبةً بفضّ مضمون الرسالة. فهل يجوز لصحافي بمقام جورج صليبي أن يغفل مثل هذا الأمر ولا يعود إليه إلا بطلب من المشاهدين؟ هذا إذا كان المشاهدون هم من طلبوا الكشف عن الرسالة، وليس أحد آخر من داخل الحلقة.