لتجربة فيصل السمرة (1954) فرادتها وسط الحالة التشكيلية في المملكة العربية السعودية، والتــي بدأت فعلياً في الستينيات مع إقامة أول معـرض فردي عــام 1964 للفنان عبد الحليم رضوي. كـانت المعارض الأولى هناك تلقـى عزوفاً من الجمهور لأسباب دينية، فاقتصر التشكيل على المشاهد الطبيعية والحروفيات. لكن أعمال السمرة جاءت لتطرح حداثتها وربما غُربتها، إذ استخدم خامات جديدة مثل الأسلاك والصفائح المعدنية أو الحديد، وقدم مفهومه الخاص ومضمونه المختلف عما كان مطروحاً يومها في التجربة التشكيلية السعودية. هذا الاختلاف كان منجزاً فردياً للسمرة، وعلامة عزّزتها دراسته في فرنسا، وشُكّلت نواته في طفولة غنية في البحرين. تلك الطفولة يقول عنها فيصل: «ساحة اللعب في طفولتي كانت أرضاً وفضاءً بين البيوت والشوارع الخلفية والمقابر وبساتين النخل القريبة وشاطئ البحر والميناء الذي أشاهد منه الزوارق الخشبية التقليدية. فوجئت، في الخامسة من عمري، عند سفري إلى السعودية، بمنظر الأرض والشوارع من الطائرة، إضافة إلى مشاهد الصحراء والجمال والبدو. وأهم من كل ذلك، مشاهدتي للكعبة. في الثالثة عشرة، انتقلت نهائياً إلى وطني، حيث تلقيت كتاباً أهداني إياه أحد الأصدقاء وكان عن مايكل انجلو».