«الوقود في العراق باهظ الثمن والجنود الأميركيون يفقدون حياتهم وهم يحرسون قوافل الوقود، لكن مع وجود كهرباء شمسية مقرها الفضاء سوف تستطيع القواعد الأميركية الحصول بسهولة على احتياجاتها من الطاقة من الفضاء، ما يوفّر الطاقة للقوات التي تقوم بعمليات في أراضٍ غير صديقة أو غير مجهزة». هذا ما جاء في دراسة أخيرة أعدّها «مكتب الأمن الفضائي القومي» التابع لوزارة الدفاع الأميركية، والذي يريد تطوير هوائيات شمسية بحيث يمكن إطلاقها في الفضاء لتجميع أشعة الشمس وتخزين الكهرباء ثم إعادة إشعاعها إلى الأرض، ما من شأنه أن يساعد في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي هذا الصدد يقول مارك هوبكنز النائب الأول لرئيس الجمعية الوطنية للفضاء إنه «في ضوء القرارات التي تتخذها الولايات المتحدة الآن لمجابهة تحديات الطاقة على مدى خمسين عاماً المقبلة، يتعين أن تكون الطاقة الشمسية ومركزها الفضاء جزءاً من هذه المجابهة». ويقر هوبكنز بالتحديات الفنية الحقيقية التي يمثلها هذا النظام، لكنه يقول إنه «يلزم الاستثمار الآن من أجل تطوير طاقة نظيفة ومتجددة».وتواصل الجمعية الوطنية للفضاء حثّ الحكومة الأميركية على الإسراع في توفير التمويل اللازم لهذه المبادرة، وحثت أيضاً الشركات الخاصة على البدء بابتكار التكنولوجيا اللازمة لتطبيق هذا المفهوم.
وفي دراسة أخيرة خلص إليها «مكتب الأمن الفضائي القومي» إلى أنه يجب على الكونغرس أن ينفق 10 مليارات دولار على مدى السنوات العشر المقبلة لبناء قمر صناعي تجريبي.
والجدير بالذكر أن الحكومة الأميركية بدأت أول مرة في بحث فكرة توليد الكهرباء الشمسية عن طريق هوائيات في الفضاء في أواخر الستينيات، لكن تم التخلّي عن هذه الفكرة بسبب الاعتقاد أنها باهظة التكاليف وعدم توافر التكنولوجيا اللازمة.
(دي بي آي)