حسان طاهري
يريد محمد إدريس لـ«أيام قرطاج المسرحية» التي تنعقد دورتها الـ13 تحت شعار «إرادة الحياة من الشابي إلى محمود درويش» (30/11 ـــــ 8/12)، أن تأتي تعبيراً عن «مكانة الفن المسرحي في الدفاع عن حق الأفراد والشعوب في الحياة وفي تقرير المصير والصمود وسط الأوضاع الصعبة». لكن مدير المهرجان أثار سخط المسرحيين واحتجاجهم، لإصراره على إلغاء المسابقة الرسمية للدورة الثانية على التوالي. وقد رأى المخرج والممثل المعروف، أن «غياب المسابقة قضية تجاوزها الزمن»، وأكد أن المسابقات «انتهى دورها»، مؤكداً أن هذه التظاهرة المسرحيّة هي «فضاء للتواصل والتلاقح»، مذكّراً بأن «المسرح ليس سباق خيول، بل هو إبداع وتجارب مختلفة، لكلّ منها خصوصياته».
إلّا أنّ عدداً من المسرحيين التونسيين رأوا في إلغاء المسابقة انحرافاً عن المسار التاريخي للمهرجان، الذي أبصر النور ليمنح فرصاً للتنافس بين أفضل الأعمال المسرحية في العالم العربي وأفريقيا. وقال المسرحي المنصف السويسي (أول من أطلق المهرجان) إنّ «إلغاء مسابقة أيّام قرطاج المسرحية ليس إضافةً، بل هو تفقير للمهرجان». وذهب السويسي إلى مهاجمة محمد إدريس بقوله: «ربما إلغاء المسابقة جاء لأغراض شخصية من مدير الدورة الحالية، لأنّه لا يحقّ له المشاركة في المسابقة. وهو بإلغائه المسابقة، يسدّ الطريق أمام غيره من المسرحيين لينالوا الجائزة». من جهته، تساءل المخرج المسرحي حمادي المزي «كيف يمكن للفنان أن يترجم ويجسد محصوله الفكري والجمالي إذا لم تكن هناك منافسة مع التجارب الأخرى؟».
وتغيب عن هذه الدورة أيضاً الندوة الفكرية التي تنظم بدلاً منها لقاءات في فضاء «نجمة الشمال»... كما يتضمن البرنامج معرض «التقنية في خدمة الفرجة»، وورشة عمل خاصة بمسرح «النو» الياباني العزيز على قلب إدريس... إضافة إلى ورشة للموسيقى الإلكترونية، وحفلة موسيقية تونسية يحييها مراد الصقلي وسنيا مبارك وآخرون. ولم يفهم الجمهور تماماً ماذا جاءت تفعل الموسيقى هنا، ولماذا انحراف المهرجان عن رسالته الأولى، أي المسرح؟
وتهرّب محمد إدريس في الندوة الصحافية التي عقدت في العاصمة التونسيّة، من إعطاء رقم محدد لميزانية المهرجان، مكتفياً بالقول إنها تقارب 850 ألف دولار أميركي.