محمد خير
أسامة فؤاد يبرع في فنّ الارتجال الذي أوشك على الانقراض في الموسيقى العربية. لكنّه ليس العلامة الفارقة الوحيدة لتجربة الموسيقي المصري الشاب الذي كلّفه فنّه ثمناً باهظاً في... السجن الحربي! ظن فؤاد يوماً أنّه يستطيع أن يجمع بين تحقيق حلمه بأن يصبح موسيقياً والالتحاق بالكلية الحربية. إلتحق سراً بمعهد الموسيقى العربية، ولم يكن أكمل سنته الأولى ضابطاً في سلاح المشاة، حتى اكتُشف أمره، فخضع لمحاكمة عسكرية، وسجن ستة أشهر، وطبعاً فصل من الخدمة.
هكذا وجد نفسه لا هو بالضابط، ولا بالقادر على خوض امتحانات المعهد. بعد العقوبة عاد إلى المعهد لتعويض الوقت المهدور. ثم تابع دراسات ليلية، وشارك في حفلات سليم سحاب وحمادة النادي، وأصبح من أبرز موسيقيي مسرح الهواة وقطاع الدولة. وها هو يطرق أبواباً موسيقية متنوعة، من دون أن يتخلّى عن الفن المسرحي.
يعمل أسامة فؤاد منذ فترة مع أبرز مخرجي المسرح غير التجاري، مثل المخرج انتصار عبد الفتاح وفرقة «أتيليه المسرح». في «إتفرّج يا سلام» للمخرج شريف حافظ، وهو عرضٌ يستلهم الحكايات الشعبية وألعاب خيال الظلّ، أحضر أسامة فريقاً من عازفي شارع محمد علي الشهير، كانوا من موسيقيي الموالد الذين يجلسون في مقاهي الشارع في انتظار من يستخدمهم. لماذا استعان أسامة بهم؟ لأنّ عزفهم ليس جميلاً ولا دقيقاً! عزف حواري، وهذا ما كان يريده في «إتفرج يا سلام».«آخر سلمة» واحدة من أعذب أغاني أسامة، من كلمات أبرز شاعرات الأغنية المصرية، كوثر مصطفى صاحبة «علّي صوتك بالغنا» وهي الأكثر تعاملاً مع أسامة. غنى لها 15 أغنية بينها «في بلدي البنات» التي غناها لاحقاً محمد منير... لكن بألحان عمرو مصطفى! هناك أيضاً الشاعر محمد عبد المجيد، وآخر أغنياته مع فؤاد «غابة» بينما «عيني» هي آخر أغنيات فؤاد مع كوثر. ويعدّ أسامة لحفلة تعتمدفقط على الارتجال موسيقياً وشعرياً، ويحتاج ذلك إلى موسيقيين ومؤدين بينهم «هارموني إنساني». ويواصل تقديم حفلاته في «الروابط» و«الجيزويت» و«ساقية الصاوي»... وغيرها من أماكن تحتفي بالفنّ المصري النابت على هامش السوق.