strong> محمد عبد الرحمن
لم يكن إعلان نور الشريف استعداده تقديم الجزء الثاني من مسلسل «الدالي» في رمضان 2008، سوى تأكيد على أنّه كسب رهان هذا العام في عمل أعاد إليه ألقاً خفت في السنوات الماضية نتيجة تقديم نصوص تفتقر إلى جاذبية «لن أعيش في جلباب أبي» و«عمر بن عبد العزيز». والشريف نفسه يعترف بأنّ نجاح «عائلة الحاج متولي» ارتبط برغبة الجمهور في متابعة حكايات الرجل المزواج، ما ألقى بظلاله على مسلسلاته التالية. حتى إنّه اضطر إلى الغياب قبل سنتين، ثم عاد في رمضان 2006 مع «حضرة المتهم أبي» الذي حقق نجاحاً، لكنّه لم يُعد إلى نور الشريف وهج «عبد الغفور البرعي». أما مع «الدالي»، فبدا مستعداً للتحدي. غامر واستعان بالمؤلف الشاب وليد يوسف بعد تعاونه سابقاً مع المخضرمين مصطفى محرم ومحمد جلال عبد القوي. وعندما سابق المخرج يوسف شرف الدين الوقت لتسليم الحلقات في موعدها، جلس الشريف على مقعده وأدار التصوير بكفاءة. كذلك عاد الشريف مخرجاً مسرحياً، فأجرى بروفات للشباب التسعة الذين اختارهم لمشاركته البطولة. ثم تخطّى سريعاً مشكلة اعتذار ميرفت أمين، فاستعان بسوسن بدر التي نجحت في فرض أسلوبها الخاص كممثلة لها وزنها، حتى لو لم تدخل في عداد النجمات. والأمر نفسه ينطبق على اللاعبين الأساسيين في فريق العمل وخصوصاً صلاح عبد الله وصلاح رشوان وسامي عبد الحليم. إلا أنّ العناصر التي ميّزت كواليس «الدالي»، لم تكن السبب الرئيس في نجاح المسلسل... النجاح يعود أولاً إلى المضمون. فالمشاهد يتابع، للمرة الأولى منذ سنوات، قصة صعود رجل أعمال في الستينيات والسبعينيات، وكيف كانت الأمور السياسية والاقتصادية تُدار آنذاك، وخصوصاً في عهد الرئيس أنور السادات، إذ أصبح الدالي وزيراً للإسكان بعدما شارك في بناء حوائط الصواريخ المصرية قبيل حرب أكتوبر. كما زار إسرائيل مع السادات عام 1977، لكن المسلسل يظهر الدالي وقد خالف تعليمات السادات بضبط النفس وتعامل بعجرفة مع الوزير الإسرائيلي. حكايات متداخلة ومعارك لا حصر لها، والكل يسعى للبقاء في السوق وتدمير المنافسين. أما «سعد الدالي» فيكاد يتحول إلى شخصية أسطورية. وفيما لا تزال الصحافة تسأل «من يكون سعد الدالي»: وزير الإسكان المصري السابق عثمان أحمد عثمان، أم الرئيس رفيق الحريري، تناسى الجمهور المسألة وركز على رحلة الدالي للبحث عن المجرمين الذين حاولوا اغتياله وقتلوا ابنه، ليجدهم في الحلقة الأخيرة ويبدأ الانتقام في الجزء الثاني.
إلا أنّ عنصر التشويق الذي اعتمده المؤلف والبداية غير التقليدية، لم يعفيا المسلسل من ثغرات درامية. لعل أبرزها العودة إلى الماضي بشكل متكرر ومطوّل أضاع المشاهد. كذلك لجأ وليد يوسف إلى أسلوب «الخداع الدرامي» مراراً ليجعل المشاهد يسأل نفسه مع كل حلقة من هو سعد الدالي: هل هو رجل عصامي أم شخص انتهازي؟

22:30 على LBC (ما عدا الثلاثاء والخميس)