دبي ـــ بشرى عبد الرحمن
ضمن دورة الخريف، يُراهن تلفزيون «دبي» على «حوار هاني»، وهو برنامج حواري بدأ عرضه مساء الاثنين الماضي. هذا البرنامج يقترن باسم وجه إعلامي وثقافي معروف على الساحة العربيّة. إنّه الصحافي والكاتب السعودي هاني نقشبندي، رئيس تحرير «سيدتي» و«المجلّة» لسنوات خلت، وصاحب رواية «اختلاس» (دار الساقي) التي أثارت جدلاً واسعاً داخل المملكة وخارجها... وصولاً الى بيروت حيث أوعز الأمن العام الى وزير الإعلام بمنعها في الشتاء الماضي!
ما هو جديد هاني إذاً، هو المعروف بآرائه الجريئة وخبرته الإعلامية الطويلة؟ يعتبر زميلنا أن البرنامج الجيّد هو الذي يحسن طرح القضايا الكبرى ويذهب عميقاً في معالجتها... ويشدد على أن المواضيع التي ستُعالج في «حواره»، تكتسب أهميتها من حجم تأثيرها في المجتمع. لذا لن تنحصر السجالات في القضايا السياسية، بل تتعداها الى معالجة حياة الناس، وبلورة مشاغل المجتمعات العربية وتطلعاتها.
ويرى نقشبندي أن الفكرة لا تتحكّم في مسألة اختيار الضيوف فحسب، بل تحدد قيمتهم أيضاً: «إذا كانت القضية المطروحة للنقاش مثيرة، فسينعكس ذلك على تعليقات الضيف، حتى لو كان شخصية مغمورة. وإن لم تكن الفكرة جيدة، فقد يقلّل ذلك من أهمية الضيف، حتى إن كان شخصية تتمتّع بوزنها السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي... الفكرة هي عماد البرنامج إذاً. وإن كانت قريبة من المُشاهد، تحاكي همومه وتخاطب هواجسه، فسيعني ذلك أننا كسبنا الرهان».
إدارة البرامج في تلفزيون «دبي» الذي احتفل أخيراً بحصوله على شهادة «الآيزو» كأول مؤسسة إعلامية في الشرق الأوسط، تتوقع من هاني ضجة مشابهة لتلك التي أثارها مواطنه داوود الشريان في «المقال». وكان الشريان أثار جدلاً كبيراً في الأوساط الخليجية، قبل انتقاله إلى أحد مواقع الإدارة في مجموعة MBC في السعودية. هكذا يجد نقشبندي نفسه أمام التحدي، علماً بأن الجرأة لا تنقصه في طرح المواضيع ونقدها، داخل السعودية وخارجها. ويوضح هاني أن البرنامج الجديد يمثل خطاً مغايراً عن خط الشريان، رافضاً وضع برنامجه في قالب معين: «موضوع الحلقات هو الذي سيحدد طريقة تقديمها. من الممكن أن تتطلّب الفكرة محاورة ضيف واحد تارةً، أو الاستعانة بوجوه عدة تارةً أخرى». في الحلقة الأولى من «حوار هاني»، اختار الصحافي السعودي انطلاقة قوية، عبر مناقشة موضوع شائك: حرية الصحافة المهددة في العالم. وقد استضاف روبير مينار، الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، مسلّطاً الضوء على تقرير المنظمة لعام 2007 عن حرية الصحافة في العالم، وتخلُّف الدول العربية في ما يتعلّق بحماية الصحافيين. وفي التقرير الذي أصدرته «مراسلون بلا حدود» لعام 2007، احتلّت السعودية مثلاً المرتبة 148 في قائمة مؤشر حرية الصحافة. أمّا في الحلقات المقبلة، فيتناول «حوار هاني» ملفات ساخنة من العراق وفلسطين ولبنان، ويناقش تنامي الإرهاب في المنطقة العربية، والتوتر الأميركي الإيراني في الخليج، إضافة إلى ملف «الكنائس في الخليج»، إثر افتتاح البابا شنودة الثالث لأول كنيسة للأقباط في أبو ظبي، وبعد وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حجر الأساس لأول كنيسة أرثوذكسية في الشارقة.
الاثنين 21:30، إعادة السبت 10:00على «دبي»