أطلقت جمعية «صحافيون بلا حدود» التي استضاف هاني نقشبندي رئيسها روبير مينار، صيحتها، في تقرير مفصّل عن انتهاكات حرية الصحافة في العالم لعام 2007. التقرير كان جدّ متشائم، حتى إنه أشار إلى اندثار آمال الدول الديموقراطية، ورفضها في بعض الأحيان الدفاع عن القيم التي يفترض بها تجسيدها. ووصل الأمر بالتقرير إلى حد مقارنة العام الماضي بفترة الإبادة الجماعية في راوندا، والحرب الأهلية في الجزائر والنزاع في يوغوسلافيا السابقة. كما انتقد التقرير الاستسلام والتخاذل والمساومة التي أقدم عليها من يفترض بهم المثابرة على الدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة.ومن بينهم الاتحاد الأوروبي مثلاً الذي فضّل التزام الصمت حيال انتهاكات حريات التفكير والتعبير والكتابة في الدول التي تستفيد من هباته السخية، مثل تونس التي لا يسمح النظام فيها بأي مجال للانتقاد. حرية التعبير في الولايات المتحدة كانت إحدى أبرز المحطات البارزة التي توقف عندها التقرير، مشيراً إلى أن حرية الصحافة في أميركا فقدت اعتبارها المعنوي، بسبب اعتقال مراسل «الجزيرة» سامي الحاج في غوانتانامو، خارج إطار القانون، والإصرار على اعتقال الصحافيين الأميركيين الذين يرفضون الكشف عن مصادرهم. إضافة إلى غياب تحقيق جدي في الظروف التي قتل فيها صحافيون عراقيون برصاص الجنود الأميركيين، ودعم الولايات المتحدة لأنظمة تنتهك حقوق الصحافة. وحذر التقرير الصادر في 16 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، من أن الرقابة والعنف تجاه الصحافيين ما زالا حدثاً يومياً في أنحاء العالم، مشيراً إلى أن القيود المفروضة على حرية الصحافة، تهدد مدوّني الإنترنت أيضاً. وفي مؤشر المنظمة السنوي لحرية الصحافة لعام 2007، حلّت إريتريا في أسفل القائمة، فيما جاء لبنان في المرتبة 98، ومصر في المرتبة 146، وسوريا في المرتبة 154.