انتهى رمضان ولم تنته ضجة مسلسلاته، إذ لا تزال ردود الأفعال مستمرة، على مستويات صحافية وقضائية ونقابية عدة. والبداية من يسرا: بعدما اعترض بعضهم على «قسوة» مشاهد الاغتصاب، وانتقد آخرون محاولة تلميع صورة رجال الشرطة، تقدّم عددٌ من المحامين بشكوى رسمية ضدّ المسلسل والفنان سمير صبري، أكدوا خلالها أن العمل يسيء إلى مهنة المحاماة عبر تقديم هذا الأخير شخصية مرسي خليل. وهو محامي نجل الوزير الذي يلجأ إلى كل الطرق المشروعة وغير المشروعة، لضمان خروج موكله من الأزمة. حتى إن بعضهم قارن بينه وبين محام شهير تخصّص في القضايا الصعبة. ثم انضم إلى حملة الانتقادات أطباء مستشفى «قصر العيني» الذين اعترضوا على استخدام منصب إيمان مسعود، رئيسة قسم الأطفال في المستشفى، وإسناده إلى يسرا، علماً أن مسعود تراجعت عن تحريك دعوى قضائية، حتى لا تظلّ الصحافة تقارن بينها وبين الدكتورة عبلة التي تعرضت للاغتصاب. من جهته، ردّ المؤلف محسن الجلاد في اتصال مع «الأخبار»، على كل التهم التي وجهت إلى المسلسل، معتبراً أن في كل مهنة نماذج صالحة وفاسدة. أما في ما يخصّ إيمان مسعود، فأكد أنه لم يكن يعلم، يوم كتب المسلسل، أن من يرأس قسم الأطفال في القصر العيني، هو امرأة.
ومن يسرا إلى نور الشريف... إذ أرسل أخيراً نقيب الأطباء حمدي السيد، عبر الصحف، خطاباً إلى نور الشريف، يحتجّ خلاله بشدّة على ظهور سعد الدالي في غالبية مشاهد المسلسل، يدخن بشراهة، حتى إن المسلسل تضمّن في أحد المشاهد، حواراً بين الدالي وابن عمه فوزي (صلاح عبد الله)، يحذر كل منهما الآخر من الدخان الأزرق. لكن حمدي السيد لم يقتنع بذلك، وطالب نور الشريف بالحذر في المرات المقبلة، مؤكداً أن الجمهور الذي أعجب بشخصية الدالي الطموحة، قد يقلده في كل شيء، وخصوصاً الإفراط في التدخين.
وبعدما هدأ الحزن على وفاة «ماما نونا»، أصبح المجال مفتوحاً أمام النقاد لإعادة قراءة مسلسل «يتربى في عزّو» الذي شهد واقعة جديدة من نوعها، إذ نشرت الشركة المنتجة إعلاناً في صحيفة «الأهرام»، تشكر فيه الفنان يحيى الفخراني على نجاح العمل، ولكن هذا لم يمنع من زيادة الانتقادات الصحافية التي تركزت أخيراً على عدم إعجاب الجمهور بشخصية «ماما نونا» (كريمة مختار). وأكد الصحافيون أنها نموذجٌ سيّئ للأم، لكونها أسهمت عبر تدليلها المفرط في إفساد شخصية ابنها «حمادة». وقد تخيل أحد النقاد ساخراً، مشهداً مغايراً للنهاية، لا تتوفى فيه «ماما نونة»، رأفةً بالمشاهدين الذين حزنوا على رحيلها. إلا أن الموقف الأكثر إحراجاً تمثّل في اتصال هاتفي تلقته لميس الحديدي على الهواء أثناء حلقة تكريمية لكريمة مختار في برنامج «إتكلم» على التلفزيون المصري، إذ هاجم مشاهد مجهول المسلسل، ووصفه بأنه محاولة لإبعاد الناس عن الدين، بسبب إقبال الجمهور المتزايد عليه بعد الإفطار وقبيل صلاة التراويح!