لبنان سيظل بلداً سياحياً، وإذا ابتعد عنه الباحثون عن الترفيه والمناخ الجميل بسبب التردي الأمني والخلافات السياسية، فإن الباحثين والباحثات عن الجمال سيتخطون كل المصاعب والعوائق لينعموا بلمسات جراحي التجميل في بلد الأرز. يؤدي التلفزيون الدور الأبرز في جذب «الزبائن» للعمليات التجميلية، ومن البرامج التي لاقت رواجاً كبيراً برنامج «بيوتي كلينك» الذي تعرضه محطة المستقبل في دورة ثانية، ويشارك فيه رجال ونساء من دول عربية مختلفة، يخضعون لمبضع الجراحين التجميليين ليخرجوا من المستشفيات بهيئات جديدة يبدون خلالها «أكثر جمالاً مما كانوا عليه». وقد لفتت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) إلى تحوّل لبنان الى مقصد للسيدات العربيات اللواتي يفتشن عن الكمال الجسدي فيصلن الى عيادات الجراحة التجميلية وبأيديهن صور لمشاهير النجوم، وعلى لسانهن عبارة «حكيم أريد أنفاً كأنف هيفا، وصدراً كصدر إليسا، أو وجنتين كوجنتي نانسي».
ويقول الجراح طوني نصار صاحب عيادة تجميل تتبع المدرسة البرازيلية «بدأت فورة الجراحة التجميلية في لبنان عام 2000 عندما أصبح مقصداً للسياحة التجميلية في الشرق الأوسط». تقصد سيدات الخليج لبنان لتحسين مظهرهن وتمضية فترة النقاهة في ربوعه، نظراً إلى السمعة التي يتمتع بها الجراحون وقدرتهم على اجتراح «العجائب»، والأسعار المتدنية نسبياً قياساً بالدول الغربية.
ويقول البروفسور الياس شماس، إن «40 في المئة من عميلاتنا من دول الخليج». وفي غياب إحصاءات دقيقة يقدر الخبراء أن كلفة عمليات التجميل التي تجري سنوياً في لبنان تبلغ نحو 1.5 مليون دولار، إضافة الى نحو عشرة ملايين دولار كلفة معالجات تجميلية لا تعتمد على الجراحة مثل التخلص من التجاعيد بواسطة حقن البوتوكس والكولاجين.