فرح داغر
ماذا يجري في تلفزيون «المستقبل»؟ منذ أن تسلّم سمير حمود إدارة المحطة، خلفاً لنديم المنلا، تنتشر أخبار عن خلافات في أروقة مبنى «سبيرز» بين رئيس مجلس الإدارة الجديد ومديري الدوائر. وتشير بعض المصادر في القناة إلى أن الأزمة بدأت تتصاعد بعدما انتهج حمود ـــــ المحسوب على طرف معيّن في عائلة الحريري ـــــ أسلوب التدقيق في كلّ شاردة وواردة، ومناقشة كلّ ما يتعلّق بمضمون البرامج والميزانيات المرصودة لها، وهو الأمر الذي رفضه مديرو الدوائر رفضاً قاطعاً، مشيرين إلى أن هذا التصرّف وصاية فكريّة وسوء تقدير لدورهم ومسؤوليتهم. ويأخذ المعترضون على حمود، أنه «آتٍ من عالم المصارف، وبعيد عن شؤون الميديا ومتطلباتها». لكنّ بعض العاملين الأساسيين في المحطّة يرون أن «تدخلاته منطقية ولا بدّ من إعادة تنظيم العمل ووضع حدّ لحالة التسيّب».
وبقيت العلاقة تشهد توتراً بين الطرفين إلى أن أرسل مديرو الدوائر قبل شهر تقريباً، خطاباً إلى قصر قريطم، يعترضون فيه على السياسة التي ينتهجها حمود، وقد رأى الأخير أنّ تلك الخطوة هي «إعلان حرب» عليه، فبادر إلى إجراء بعض التغييرات في الجهاز الإداري للمؤسسة. هكذا أعفي عبد الفتاح أمهز (مدير إداري)، ورمزي الجبيلي (مدير المشتريات) من بعض مسؤولياتهما، فيما أعفيت ليلى وهبي (مديرة البرامج) من مهامها. وبعدما توارت وهبي عن الأنظار لأسابيع، وأخذت إجازات متتالية، ها هي تعود إلى التلفزيون أخيراً، رافعة دعوى «ردّ اعتبار» على حمود. والسؤال المطروح اليوم هو: كيف ستحسم المواجهة، وخصوصاً أنّ بعض المعترضين على حمّود اجتمعوا إليه آخيراً، وطالبوه بالتراجع عن قراراته. وعندما رفض، عُلّق الاجتماع وتوقفت المفاوضات حتى إشعار آخر.