إعداد: محمد عبد الرحمن

Biggest Loser على الطريقة المصرية


إستبشر النقاد خيراً بإطلاق سبعة أفلام في عيد الفطر، لكن النتيجة جاءت مخيّبة للآمال: صراعُ المنتجين، مزاج الجمهور، مواعيد العرض... كلّها من العناصر التي أسهمت في فشل الأفلام الجديدة، باستثناء «كده رضا» و«الأولة في الغرام». إنّه موسم الرهانات الخاسرة: خمس نجوم رسبوا في امتحان شبّاك التذاكر... و«هوليوود الشرق» ليست في أحسن أحوالها




حنان ترك

الفارق الزمني بين انطلاق تصوير فيلم «أحلام حقيقية» وعرضه في صالات السينما، يقارب عامين كاملين، لكن الفترة الفاصلة بين التصوير والعرض، شهدت الكثير من الأحداث التي حوّلت «أحلام حقيقية» إلى حالة خاصة جداً بين أفلام العيد. الشريط الذي يدور في إطار تشويقي يميل إلى الرعب، اعتمد على غياب هذا النوع من الأفلام، ليكون صالحاً للعرض في أي موسم. وعندما يعلن الأبطال في شباط (فبراير) 2006 أنهم بصدد تقديم عمل مميز لكاتب جديد هو محمد دياب ومخرج شاب هو محمد جمعة، فإن الصحافة ستهتم حكماً بالخبر. كيف لا، والشهادة أتت من حنان ترك وخالد صالح وفتحي عبد الوهاب وداليا البحيري ومعهم ماجدة الخطيب؟ لكن الأخيرة رحلت، والبحيري دخلت في مشاكل مع المخرج والمنتج فقاطعت العرض الخاص، فيما لم تكتف حنان ترك بالاعتذار بسبب الحجاب، بل خرجت لتؤكد أن بعض مشاهدها في الفيلم «غير شرعية» لأن التلامس بينها وبين أي ممثل «حرام شرعاً».
هكذا فقد الفيلم العنصر الأهم لنجاحه، وهو إقناع النجوم للجمهور بضرورة دخول صالة العرض. صحيح أنّ خالد صالح وفتحي عبد الوهاب لم يبخلا بالجهد الإعلامي المطلوب، لكن ذلك لم يكن كافياً على ما يبدو، ناهيك بخروج دياب ليؤكد أن هناك مشاهد أضيفت وحذفت من دون علمه، وأنه غير مسؤول عن النتيجة النهائية، على رغم أن الفيلم نُفّذ بتقنيات عالية ومكلفة في مراحل الإنتاج المختلفة. وتدور قصة «أحلام حقيقية» حول زوجة لا تهتم بزوجها وابنتها بسبب الفراغ العاطفي الذي تعانيه. تلتقي بزميلة جديدة في العمل، فتقترب منها سريعاً، ثم تداهم الزوجةَ أحلامٌ مرعبة تُفاجأ بحدوثها لاحقاً على أرض الواقع. وبعدما يلقى ثلاثة أشخاص حتفهم، تفكر في الانتحار، ظنّاً منها أنها تفعل ذلك وهي نائمة، وخوفاً على ابنتها الصغيرة من المصير نفسه، لكنها، وفي لحظة بين النوم واليقظة، تتذكر موقفاً يكشف لها هوية الجاني الحقيقي.
ويذكر أن «أحلام حقيقية» مع «أسد وأربع قطط»، و «الشياطين»، و «خليك في حالك»، و «عصابة الدكتور»، لم تتخطّ حاجز الثلاثين مليون جنيه (حوالى 5 ملايين ونصف مليون دولار).


هاني رمزي

على رغم أن دعاية «أسد وأربع قطط» بدأت في تموز (يوليو) الماضي تمهيداً لعرضه قبل انتهاء موسم الصيف، أدى عطل في التجهيزات الفنية إلى عدم جهوزية الفيلم إلا قبل ثلاثة أسابيع فقط من رحيل الموسم الساخن. وإذا بهاني رمزي يجد نفسه مُجبراً على دخول سباق العيد للمرة الأولى في مشواره السينمائي، بعدما اعتاد المنافسة الحارة في الصيف.
رمزي أكد لـ «الأخبار» أنّه رضخ للظروف بعدما لم يجد مفرّاً من ذلك. واكتفى بالقول إن الشريط نال إعجاب الجمهور الذي شاهده، منتظراً أن يحصد مزيداً من الإيرادات قبيل موسم الأضحى. إذ يستعدّ عددٌ كبير من النجوم لطرح أفلامهم. ويرفض رمزي الاعتراف بكونه تراجع عن اهتمامه بالسينما السياسية الكوميدية، مؤكداً أن الجمهور يبحث أيضاً عن فيلم بسيط ضاحك، من دون مناقشة قضايا كبرى، تقف لها الرقابة في المرصاد. علماً أنّ هذه الرقابة لم تترك الـ«فوركاتس» وشأنهن، إذ تغيّر الاسم الأصلي للفيلم «ضابط وأربع قطط»، بنــــاءً على طلب من وزارة الداخلية.
كذلك رأى هاني أنّه كسب رهانه على الـ«فوركاتس»، وأنهن قدمن هنا أفضل ما لديهن، وأفدن أيضاً من التجربة التي روجت لهن في مصر، مبدياً سعادته بالتعامل مع غسان الرحباني الذي وضع الموسيقى التصويرية. في المقابل، رفض الحديث عن استغلال الأنوثة الصارخة للفريق الغنائي، «لأنه لم ولن يقدم كوميديا قائمة على الإغراء». أما بالنسبة إلى غياب اللهجة اللبنانية حتى في الحوارات الخاصة بالفنانات الأربع، فأوضح أنه آثر ذلك حتى لا يشعر الجمهور بالغربة، إضافة إلى انتشار اللهجة المصرية من المحيط إلى الخليج. وقال إنه تجنّب المفردات اللبنانية الصعبة، حتى لا يعتقد أحد أنه استغلّها لإطلاق الضحكات، خصوصاً أن هناك الكثير من المتربصين للتعاون الفني العربي. يذكر أن رمزي بدأ الاستعداد لفيلم «نمس بوند»، مؤكداً أن التوقف عند الخسائر لا يفيد، وأن الجمهور يحترم الممثل الذي يجاهد حتى يصل، لا ذلك الذي يعيد حساباته كل فترة، ويغيب أكثر مما ينبغي.


تحية


طلعت زكريا

بين مئات الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية، يحمل عدد قليل منها صفة «الفيلم المشؤوم»، آخرها كان «عربي تعريفة» الذي توفي علاء ولي الدين فجأةً من دون استكماله، وأحدثها «طباخ الرئيس» الذي راهن عليه طلعت زكريا، لكن المرض حال دون إتمام فرحته. أراد زكريا أن يعود إلى نجومية الأدوار الأولى بعد أداء متوسط في «حاحا وتفاحة» وباهت في «قصة الحي الشعبي». اجتهد الممثل الكوميدي الذي ظلّ «سنيد البطل» عشرين عاماً، كي يظفر بالكوميديا السياسية «طباخ الرئيس» للكاتب يوسف المعاطي. حاول في البداية إقناع محمود عبد العزيز وعادل إمام بتجسيد شخصية «الريّس»، ثم أعلن سعادته بموافقة خالد زكي على المهمة. واستعان بسعيد حامد مخرجاً بعد اعتذار عمرو عرفة، وتغيير السيناريو وفق رؤية «الرئيس» الذي يلتقي بالطباخ البسيط، فيستمع إلى قصصه ممثلاً طبقة المهمشين. ولا يجد الرئيس مشكلة في انضمام الطباخ إلى حاشيته، فيما يشعر هذا الأخير بالحرج لأن زوجته تنتمي إلى حزب معارض.
كان يُفترض أن يصدر الفيلم في عيد الفطر، لكن طلعت زكريا دخل في غيبوبة ـــــ أسبابها مجهولة ـــــ منذ أول أيام رمضان، فيما ينتظر الجميع بفارغ الصبر خروجه سريعاً من هذه المحنة، والعودة سالماً إلى حاشية الرئيس.


أحمد عيد

بعد عرض فيلم «أنا مش معاهم» في آذار (مارس) الماضي، لم يجد النقاد بدّاً من تصنيف الممثل الكوميدي أحمد عيد في قائمة ليس فيها أحد غيره... هذه القائمة تحمل عنواناً محدداً: أفلام كوميدية تحمل قضايا جادة. فالممثل الذي أجاد في الأدوار المساندة، لم يكن راضياً عن وظيفة «المهرّج»، على رغم إعجاب الجمهور بأدائه من فيلم إلى آخر. لهذا، قرر الاتجاه صوب أعمال أكثر جدية، وكانت البداية مع «ليلة سقوط بغداد»، تلاها مباشرة «أنا مش معاهم» الذي دار حول علاقة الشباب بالتشدد الديني والانحراف. تناول العمل هذه القضية باتزان شديد مع قدر كبير من الكوميديا المبتكرة. لكن عيد أراد أن يخالف تصنيفات النقاد في الموسم الأخير، علماً أنّه الوحيد بين النجوم الرجال الذي لم يكن يطمح لأكثر من الحضور في منافسة الفطر، لأن حصوله على مقعد بين نجوم الصيف ما زال مستبعداً.
في «خليك في حالك» الذي كتبه بنفسه، استعان عيد بنانا اللبنانية وساندي التونسية وراندا المصرية. أعلن منذ البداية أنه يقدم فيلماً «هزار في هزار»، والهدف منه إضحاك الجمهور فقط لا غير.
وعدا التركيز على رفض البطل استغلال شرائط فاضحة لحبيبته للحصول على البراءة، لا يتبنى العمل قضيةً محددة. ذلك أن الهمّ الأكبر الذي يشغل عيد، وهو «الكبت الجنسي»، عولج في أفلام عدة قبلاً أبرزها «فيلم ثقافي» لأحمد عيد نفسه. ويدور «خليك في حالك» حول شاب من عائلة محافظة، يستقلّ بحياته بحثاً عن علاقة ساخنة تهزم الخجل المسيطر عليه، وهرباً من خطيبته الأكثر تشدداً منه. لكنه يكتفي بمتابعة غراميات جاره ويتعلّق بإحدى صديقاته التي يقتلها الجار عندما تطالبه بالزواج. هكذا يدخل البطل قفص الاتهام، لتبدأ سلسلة من المفارقات الكوميدية. لكن المواقف الضاحكة لم تقنع الجمهور بأن عيد حافظ على مستوى أعماله السابقة.


شريف منير

كان يُفترض أن يدخل شريف منير هذا الأسبوع البلاتوه، لتصوير فيلم «لسّه فاكر» أمام المطربة أنغام. لكن أزمة وقعت بينه وبين المنتجة إسعاد يونس، أدّت إلى تجميد المشروع. والسبب اعتراضه الشديد على دعاية فيلم «الشياطين»، وعدم الإعداد لعرضه بشكل مناسب. هكذا أوقفت يونس تحضيرات الفيلم حتى إشعار آخر، بعدما رأت أن منير تخطّى حدوده كممثل، وتدخّل في شؤون الإنتاج. خصوصاً أنّ إيرادات «الشياطين» التي لم تزد على مليون جنيه (نحو 180 ألف دولار)، لا تؤهله لدخول فيلم جديد من إنتاج الشركة العربية، على رغم جهوزية فريق العمل وانتهاء تصاميم الديكور...
طاردت لعنة «الشياطين» إذاً شريف منير. هذا الممثل الذي انتظر فرصته السينمائية طويلاً، وكاد أن يخرج من حسابات المنتجين. لهذا، حاول التعويض كمّاً ونوعاً فعرضت له هذا العام ثلاثة أفلام آخرها «الشياطين» فيما شارك «قصّ ولزّق» في مهرجانات عدة بينها «مهرجان دمشق» المنعقد حالياً.
لكنّ منير اهتمّ بأدواره من دون مراعاة عوامل أخرى، إذ إن تقديم أفلام متتالية ليس في مصلحة الممثل هذه الأيام. أضف إلى ذلك أنّ الرهان على فيلم مغامرات في موسم عيد الفطر حيث الكوميديا سيدة الموقف، والاستعانة بممثلين عرب ليسوا نجوم شباك التذاكر، وبمخرج جديد هو أحمد أبو زيد... كل هذا ساعد إسعاد يونس على اتخاذ قرارها. علماً أنّها المسؤولة عن اختيار توقيت العرض الخاطئ، بعدما تراجعت عن طرح الفيلم خلال الصيف، بسبب زحمة نجوم، جميعهم بدأوا التمثيل بعد شريف منير.
لكن شباك التذاكر لم يعترف بالتاريخ والموهبة. كذلك الخلاف المستمرّ بين الشركة العربية من جهة، والمجموعة الفنية المتحدة من جهة أخرى، أسهم في تأجيل العرض. علماً أنّ الشركة الثانية ستعرض لمنير قريباً فيلم «نقطة رجوع»، ليكون آخر ما في جعبته، إذا استمرّت أزمته مع إسعاد يونس.
فهل يلجأ إلى المنافسين؟ أم يتوقّف لتأمل إيجابيات نشاطه المكثّف خلال العامين الأخيرين وسلبياته؟ خصوصاً أنه ما زال متمسكاً بقرار مقاطعة التلفزيون، ما عدا مشروع «سيتكوم» بعنوان «عائلة أبو المجد»، فيما بات تقديم جزء ثان من «الشياطين»، من رابع المستحيلات.


مصطفى قمر

فيما كان مصطفى قمر يحتفل ببدء تصوير أحدث أفلامه «مفيش فايدة»، وجه نداءً عبر وسائل الإعلام إلى المنتج هشام عبد الخالق، مطالباً إيّاه بإعلان موعد محدد لعرض «عصابة الدكتور عمر»... وهو الفيلم الذي غيّب المطرب المصري عن الساحة السينمائية موسماً كاملاً، نتيجة طول فترة التحضير واعتذار ممثلات عدّة عن المشاركة فيه، حتى أنقذت ياسمين عبد العزيز الموقف.
وبعد إدراج «عصابة الدكتور عمر» للعرض في حزيران (يونيو) الماضي، تراجع عبد الخالق عن قراره وانقطعت الاتصالات بينه وبين مصطفى والمخرج علي إدريس. ورغم أنّ نجومية مصطفى قمر السينمائية بدأت في الفطر، بقي لفترة طويلة معارضاً دخول المنافسة في العيد.
فهو، بحكم خبرته، كان مدركاً أن الصيف مناسب للعرض، ويضمن بقاءه طويلاً في الصالات. لكن طوفان الأفلام الصيفية، دفع بقمر وزملائه إلى المنافسة وسط موسم قصير لا يرحم.
إلا أن تراجع أسهم «عصابة الدكتور عمر» لم يكن مرتبطاً بالتوقيت وحده. الفيلم عانى المقارنة مع آخر أفلام قمر «حريم كريم» (حقق قرابة ثمانية ملايين جنيه).
وفيما كان العمل الثاني خفيفاً، جاء الأول أكثر خفة مما ينبغي. كما أدى غياب وجه كوميدي مساند إلى تحمّل مصطفى قمر هذه المهمة التي لا يجيدها أمام الكاميرا. أضف إلى ذلك أن الحبكة الدرامية لم تشجع الجمهور على «التضحية بثمن التذكرة». لماذا؟ الدكتور عمر، مصرّ، ومن دون سبب واضح، على تطبيق أساليب علاج نفسي، يقول إنه تعلمها في أميركا: المريض الذي يخشى الحرائق، يضعه الدكتور عمر في مخزن يحترق. والذي يخاف من الأماكن العالية يقفز معه من طابق مرتفع.
وتستمر المفارقات حتى يقع الطبيب النفسي أخيراً في غرام فتاة مصابة بداء السرقة، ليخطط بمساعدة مرضاه لعلاجها عبر مشـاركتها في تنفيذ عملية سرقة. لكن اللعبة تتحول إلى واقع، ما يجبر الدكتور عمر على إثبات براءته واستعادة حبيبته التي غضبت من خداعه.