بشير صفير
Les Artistes يقتحمون «قصر» الأونيسكو هذا المساء، ويعطون الكلمة للشعب، في مناخ من التعدّدية الموسيقيّة والنقد الساخر. إنها هديّة «المايسترو» إلى جريدته في عيدها الأوّل، مع غسّان الرحباني وخالد الهبر ورشا رزق و«إطار شمع» ولارا ومنير الخولي وباسل داوود. استعدوا للمفاجآت!

في اليوم الأول لانتهاء عدوان تموز، ولدت «الأخبار»! كان ذلك منذ عام ونيّف. تأخر الوقت ولم تُطفأ الشمعة الأولى التي أضيئت في الزمن الصعب. كان الوقت يضيق بالاحتفال، والأزمنة لا تتسع للفرح. لكن منطق الحياة والاستمرار يفرض نفسه. أنتم مدعوون إذاً إلى العيد... زياد الرحباني مهندس المبادرة. إنه الرجل الأوركسترا الرابض في الكواليس، بصماته واضحة على برنامج حفلتي «قصر الأونيسكو» الليلة وغداً. المناسبة تأتي نوعاً من المهرجان الموسيقي الذي يقدم إلى الجمهور فرصة لقاء فنانين متعدّدي الاتجاهات والمشارب. Les Artistes أو «الفنانون»، هو عنوان الحفلة الفنّية التي تجمع سبع فرق موسيقية، وتهدف إلى تقديم صورة غنية وملوّنة للمشهد الموسيقي... يتميّز الحدث بتعدّدية على المستوى الفكري والبيئي، الاجتماعي والسياسي، لتعريف الجمهور اللبناني إلى تجارب موسيقية متعدّدة الأنماط، بعضها مغمور، وبعضها غاب عن جمهوره طوعياً، وبعضها الآخر مهمّش إعلامياً لأن الموضة التجارية تحتكر الأثير، على موجات الإذاعة وشاشات التلفزيون. وبما أنّ التعدّدية من صلب الحدث، سيفاجأ قرّاء «الأخبار» المتطلّبون، بمشاركة أسماء معينة، لها جمهورها، بغض النظر عن نمطها الموسيقي وتوجّهاتها المختلفة.
الفرق السبع المشاركة تنقسم الى قسمين: المجموعة الأولى تحيي حفلة اليوم، فيما تواصل المجموعة الثانية الاحتفال مساء غد. وفي هذا السياق، يصرّ المهندس الخفي على عدم كشف التوزيع المقرّر للفرق المشاركة، تفادياً لتفضيل بعض الفنانين على بعضهم الآخر، من جانب الجزء «الأصعب» من الجمهور.
وطبعاً، شئنا أم أبينا، تتمحور السهرتان حول زياد نفسه، بذوقه واختياراته ولمساته الفنيّة. يقدّم زياد في الحفلة مجموعةً من أغانيه التي تحمل طابعاً اجتماعياً وسياسياً وإنسانياً، بمرافقة موسيقيين ومغنّين من لبنان والوطن العربي اعتادوا العمل معه. هكذا، ستختلف إطلالته في Les Artistes عن آخر لقاء معه في نهاية أيار (مايو) الماضي مع Da Capo الذي مثّل الحدث الموسيقي الأبرز هذه السنة في بيروت. بالأمس، أراد زياد أن تكون الكلمة للموسيقى فيما أراد اليوم أن تكون الكلمة للكلمة.
أمّا الفنّان خالد الهبر الذي كانت له مشاركة خجولة في Da Capo من خلال أغنية «صبحي الجيز»، فيلتقي جمهوره بعد غياب طويل ليقدّم أغنيات من كلاسيكياته وأخرى من جديده (راجع البورتريه إلى يسار الصفحة). وللسخرية الاجتماعية وموسيقى الروك وأخواتها مكان في Les Artistes مع منير الخولي الذي يعرفه الجمهور اللبناني من خلال مشاركته عزفاً مع زياد، أو من خلال أسطوانته الوحيدة «تنين الطرب» الذي يبدو شكلها الخارجي ـــ قصداً ـــ نقيض محتواها نصاً وموسيقى. والأسطوانة عبارة عن بانوراما لمسيرة الخولي الفنّيّة الخاصة في أغنيات كتبها على مدى سنوات. وتجدر الإشارة الى أنّ آخر إطلالات منير الخولي البارزة كانت في خريف 2003 لدى مشاركته في الحدث الفني الذي حمل عنوان «يا سلام» في الأونيسكو.
الوجه الغربي البحت، موسيقى وكلاماً، يتمثّل بالمغنّية لارا التي يعرفها الجمهور عند مشاركتها في Da Capo أو من أمسيات زياد الموسيقية في النوادي البيروتية هذه السنة. تقدّم لارا وفرقتها مجموعةً من أغانيها الخاصة باللغة الإنكليزية.
وتأتي رشا رزق وفرقتها «إطار شمع» من سوريا، لتقديم أغنياتها الخاصة ذات النمط الغربي الذي تحضر فيه موسيقى الروك والجاز والصول والبلوز. تؤدي رشا كلماتها العربية بتلوين غربي. وليست هذه المرة الأولى التي تأتي فيها فرقة «إطار شمع» الى لبنان. لكنها أول إطلالة بعد إطلاق ألبومها الأول «بيتنا». ومن سوريا أيضاً، يأتي المغنّي وعازف العود باسل داوود في مشاركة مستقلّة مع فرقته وأغانيه الخاصة، وأخرى من كلاسيكيات الموسيقى الشرقية، بعدما عرفناه عازفاً مع زياد، ومؤدّياً لبعض أغانيه في الحفلات الأخيرة.
وأخيراً نشير إلى حضور غسان الرحباني الذي يتمتعّ بشعبية في بعض أوساط الشباب غير المسيّس بالضرورة، إنما المدافع عن البيئة غالباً. وتبدو إطلالة «الرحباني الآخر» مغايرة، تعطي للبرنامج إيقاعه المعاكس. سيقدّم غسان أعماله الخاصة في الحفلة من خلال الغناء بمرافقة موسيقى مسجّلة مسبّقاً (بلاي باك).
في استديو «نوتا» بدأ العد العكسي لحظة كتابة هذه السطور... طوال الأسابيع الماضية، كانت التمارين تبدأ هنا في الصباح الباكر، ولا تنتهي إلا بعد منتصف الليل. «الفنانون» على أهبة الاستعداد، فلترتفع الستارة، ليبدأ العيد!




Les Artistes، 21:00 مساء الليلة وغداً في قصر الأونيسكو: 01،793180
تباع البطاقات في «مكتبة جيلار» (الحمرا، 01،343101)، «القنطرة» (مونو، 01،329739)، «بويري برس» (الكسليك، 09،210660)، «مركز معروف سعد» (صيدا، 07،725001)
سعر البطاقة: عشرة آلاف ليرة