جورج موسى
قبل أيام، أحدثت حلقة «ليبراليون... ولكن» من «طاش ما طاش 15» جدلاً واسعاً في المملكة. إذ لم تكتفِ بانتقاد الليبراليين والازدواجية التي يعيشونها، بل تعدّتها إلى انتقاد مجلس الشورى. لكنّها ليست المرة الأولى التي يُحدث فيها المسلسل السعودي ضجة. منذ 15 عاماً، نجحت اسكتشات عبد الله السدحان وناصر القصيبي في مناقشة المحظور وتوجيه انتقادات إلى «ميكانيزمات» تحكم الشارع السعودي. حتى إنّهما انتقدا رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضاء. كل ذلك، أسهم في شهرة «طاش» وجعله يحرّك عجلة الدراما الخليجية. هذه المسلسلات التي لم نكن نسمع بها ـــــ ما عدا بعض الأسماء المعروفة مثل سعاد العبدالله وحياة الفهد ـــــ باتت تمثّل اليوم مادة دسمة على مواقع الإنترنت وصفحات المجلات. وربما جاء منع عرض مسلسل «للخطايا ثمن» على mbc بسبب انتقاده زواج المتعة، وتأجيل عرض مسلسل «خوات موسى» السعودي على LBC الفضائية بسبب مناقشته أموراً جريئة كتحرر الشباب والمثلية الجنسية، لا تتناسب مع روحية الشهر الفضيل... جاءا ليسلّطا الضوء على تحديات الدراما الخليجية وقدرتها على تخطي الحدود الحمر، والثالوث المحرّم الجنس والسياسة والدين.
في السنوات الأخيرة، حقّقت دراما الخليج (السعودية، الكويتية، البحرينية والقطرية، والإماراتية أحياناً) نقلةً نوعية، تمثّلت في رهانها على الجرأة وتناول مواضيع تصطدم عادةً بالرقابة. هكذا أطلّت علينا الكاتبة الكويتية فجر السعيد (تخوض غمار الإنتاج أيضاً)، والقطرية وداد الكواري. وهكذا أيضاً انتشر اسم السعودي حسن العسيري (كاتب وممثل ومنتج، وقد أنتج هذا العام أيضاً «الملك فاروق»). إضافة إلى الكاتب والمنتج نايف الراشد. هؤلاء قدموا أعمالاً تمادت في جرأتها، وأسهموا في شهرة ممثلين، باتوا اليوم معروفين أكثر مثل زينب العسكري، زهرة عرفات، أميرة محمد، هيفاء حسين، مشاري البلام، إبراهيم الحربي...
وقد أحدث مسلسل «أسوار» قبل أشهر ضجةً بعدما تناول زيارة البطل (المسلم طبعاً) لكنيسة في فيينا، ثم تناول بإسهاب تأثير وجود السائقين في المنازل، والعلاقة التي جمعت أحد السائقين الأجانب بابنة صاحب المنزل السعودية. كذلك فعل «اللقيطة» قبله الذي انتقد نظرة المجتمع إلى الفتاة «اللقيطة». كما تطرّق «عديل الروح» إلى المثلية الجنسية، وسلّط «جنون الليل» الضوء على قضية الدعارة، وتناول «الإمبراطورة» ترشّح المرأة الكويتية في انتخابات مجلس الأمة...
وفيما تتعرّض هذه الأعمال للانتقادات بسبب تركيزها على الإساءة النفسية والجسدية للمرأة عبر مشاهد الضرب والصفع الموجهة إليها، بحثاً عن «السخونة» والإثارة... استطاعت هذه المسلسلات أن تبصر النور لأنها خرجت من عباءة التلفزيون الرسمي، وارتمت في أحضان إنتاج القطاع الخاص، فعُرضت على الفضائيات. وأبرز مسلسلات هذا الموسم على الشاشات المحلية: «عيون من زجاج»، ويتحدث عن صراع الخير والشر و«بيت من ورق»، ويتناول قصة أب يبيع منزله لتأمين مستقبل أبنائه.

«طاش ما طاش» 18:45 على mbc
«بيت من ورق» 00:30 على فضائية «المنار»
«عيون من زجاج» 22:00 على LBC الفضائية