محمد عبد الرحمن
بدأ العدّ العكسي لانطلاق الموسم الرمضاني، وشركات الإنتاج لم تنجز مسلسلاتها بعد. جولةٌ على بلاتوهات التصوير، تكشف عن أزمات تلاحق يسرا وفيفي عبده وعبلة كامل وأخريات. والسؤال هو: هل تنتهي المعارك قبل الساعة الصفر؟

بحلول شهر آب (أغسطس)، تدخل المسلسلات مرحلة حرجة: الكل يسارع إلى إنجاز أكبر قدر ممكن من عمليتي التصوير والمونتاج، خصوصاً أن المنتج الذي ضمن عرض عمله، يريد الالتزام بالوقت مع المحطات المتعاقد معها. أما أولئك الذين لم ينجحوا حتى اليوم في بيع أعمالهم، فيطمحون إلى فرصة أخيرة، علّ بعض الحلقات تقنع أحدهم بشرائها قبل بدء الموسم الرمضاني. لكن هذه المرحلة الحرجة لم تقف عائقاً دون إثارة بعض الممثلات لمشاكل تعرقل التصوير، وترهق أعصاب المخرج والمنتج، وإدارة المحطة... هذا ما برز واضحاً من خلال زيارة «الأخبار» إلى كواليس تصوير بعض مسلسلات رمضان.
البداية من استوديو «قضية نسب» حيث أثارت عبلة كامل أزمة عابرة عندما طلبت تعديلات على السيناريو أثناء التصوير، علماً أنها معروفة بعدم رغبتها بالدخول في مواجهات مع زملاء الوسط الفني. وربما لهذا السبب، اقتنعت سريعاً برأي المؤلف مصطفى إبراهيم والمخرج مدحت السباعي، بأن أي تعديلات في الأيام الأخيرة من التصوير، قد تؤدي إلى إرباك العمل ككل، فيما المطلوب هو التركيز على النص الأساسي لضمان لحاق المسلسل بخريطة رمضان. وتقدم عبلة شخصية أرملة، يطلب منها الحبيب الأول الزواج، ويجتمعان في بيت واحد، لتواجه صراعاً عنيفاً بين أبنائها وأبناء زوجها، قبل أن يظهر شاب يدعي أن عبلة كامل والدته، فترفع عليه قضية نسَب.
الممثلة سماح أنور كانت بطلة أزمة أخرى في كواليس مسلسل «الفريسة والصياد». وعلى رغم أن التصوير بدأ متأخراً والرغبة القوية التي يبديها الممثل ممدوح عبد العليم والمخرج خيري بشارة بدخول سباق رمضان، امتنعت أنور عن استكمال التصوير فجأة بسبب عدم حصولها على دفعة من الأجر المتفق عليه مع شركة الإنتاج. حدث ذلك أثناء تصوير أحد المشاهد، حين رفضت سماح الرضوخ لطلبات المخرج باستكمال يوم التصوير حتى لا تضيع تكلفته، ويتعطل زملاؤها. هكذا غادرت البلاتوه بحجة مرض والدتها، وهو ما أجبر فريق العمل لاحقاً على تسوية الأمور العالقة. وتدور أحداث «الفريسة والصياد» حول أدهم، الموظف النافذ الذي يتحول فجأة من محارب للفاسدين، إلى فريسة لهم. وتجبره الظروف على الهرب إلى دمياط، والتنكر في زيّ صياد حيث يكتشف الكثير عن حياة هؤلاء الرجال الذين يعيشون في البحر.
التأخر في دفع المستحقات، جعل الممثلة وفاء عامر تنضم إلى قافلة الفنانين المعترضين على سلوك «أم بي سي». وكانت المؤلفة لميس جابر قد قادت حرباً إعلامية على المحطة السعودية بسبب القضية نفسها.

غيرةٌ وخلافات

مع فيفي عبده، يبدو الوضع مختلفاً، فقد أثارت الممثلة والراقصة السابقة مشاكل عدة مع الفنانة فادية عبد الغني من جهة، والمخرج محمد النقلي من جهة ثانية، أثناء تصوير «أزهار». ويردد العاملون في المسلسل أن سبب هذه الخلافات يعود إلى تعامل فيفي مع الجميع على أساس أنها النجمة الأولى والوحيدة للعمل. ومع ذلك، هي تعطل التصوير مراراً، بسبب عدم حفظها الحوار جيداً. وتعيش أزهار في الصعيد حيث تطلب من أولادها الثأر من قاتل أبيهم، لكن جملة من المفاجآت تحدث لاحقاً وتغيّر وجهة نظرها من الثأر والحياة.
ومن فيفي عبده إلى زميلتها دينا التي اعترضت قبل أيام على تأخر تسلمها دفعة جديدة من أجرها عن فوازير «عفريت مراتي»، وهو ما أدى إلى نشوء خلاف بينها وبين مسؤول الإنتاج. كذلك أوقفت دينا التصوير لمدة اسبوعين تقريباً، بعد إجرائها عملية جراحية، إثر التهاب الزائدة الدودية وإحساسها بآلام حادة أثناء التصوير. وتدور أحداث الفوازير حول سيدة تتقمص شخصيات المشاهير، فتلجأ إلى العلاج في عيادة طبيب نفسي هو سعد الصغير. والعمل الاستعراضي مقتبس عن فيلم «عفريت مراتي» لشادية وصلاح ذو الفقار.
أزمة صحية أخرى فاجأت جومانة مراد التي تشارك في بطولة مسلسل «ساعة عصاري». لكنّ المرض لم يكن السبب الوحيد الذي عطل التصوير، إذ علا صوت المخرج محمد حلمي أكثر من مرة، شاكياً من عدم التزام مراد بالمواعيد، نتيجة ارتباطها بفيلمين هما «الشياطين» و«لحظات أنوثة»، بالإضافة إلى أنّ الممثلة السورية سافرت بعد نهوضها من فراش المرض، إلى بيروت حيث صورت مسلسل «زنوبيا» من سلسلة «حواء في التاريخ». وهو ما دفع المخرج إلى الاعتذار لقطاع الإنتاج عن تحديد موعد نهائي لتسليم الحلقات. ويرصد «ساعة عصاري» المتغيرات التي شهدها المجتمع المصري بين 1955 و1988.

مشاغبات من نوع آخر

يسرا أيضاً بدأت المشاغبة في الاستديو، فالنجمة المعروفة بهدوء أعصابها ومراعاتها مشاعر الآخرين، اصطدمت مع المخرج الأردني محمد عزيزية بسبب مساحة الدور التي أعطاها للممثلة الشابة لقاء الخميسي. أضف إلى ذلك شكوى العاملين مع يسرا من عصبيتها الدائمة واعتراضها على أي صوت أو حركة داخل البلاتوه، فيما يحاول المخرج الأردني محمد عزيزية توفير الهدوء المناسب حتى يعمل الجميع براحة. وتسلّط «قضية رأي عام» الضوء على قصة الدكتورة عبلة التي تتعرض لاغتصاب يتسبب في طلاقها. ثم تتفرغ لاحقاً للدفاع عن سيدات واجهن الأزمة نفسها، وعانين طويلاً ظلم المجتمع.
أخيراً، بقي أن نذكر أن مي سليم عطلت مراراً التصوير داخل بلاتوه الجزء الثاني من كوميديا «تامر وشوقية». وعلى رغم مرور أيام قليلة على إشعال الضوء الأخضر، تخلّفت المغنّية الشابة عن مواعيدها أكثر من مرة، الأمر الذي أدى إلى صدام مع المخرج أسامة العبد، خصوصاً أنّها تعللت بالمرض ذات مرة، ليتضح لاحقاً أنها حضرت بعد ساعات قليلة حفلة محمد منير في دار الأوبرا. ويحاول العبد تعويض الوقت الضائع، خصوصاً أنّ محطات عديدة اشترت الحلقات بعد نجاح الجزء الأول.
وسط كل هذه المشاكل، بقي أن نعرف: هل تطفو خلافات أخرى على السطح في الأيام المقبلة، فتؤخر التصوير حتى بعد بدء شهر رمضان؟ وكيف الحال مع المسلسلات التي بدأت عملها متأخرة؟