strong> نور خالد
قد تكون الإعلامية كوثر البشرواي ماضيةً إلى ظهور جديد على الشاشة، وهذه المرة من... «روتانا» السعودية. أو قد تطل قريباً على «التلفْزة» (ملفوظة على الطريقة التونسيّة) في بلدها، حيث المحطات هناك هي الوحيدة القادرة على احتواء آرائها الجدلية والجريئة. أو أنّ اللقاء الموعود سيكون، وكما هي حال كثر من «نجوم» الفضائيات، على... «بي. بي. سي العربية»؟
تخمينات عدة تطرأ على ذهن المشاهد الذي تابع، باهتمام، أول من أمس، حلقة البشراوي في برنامج «ضد التيار» الذي تقوده وفاء الكيلاني على «روتانا موسيقى». افتراضات تبدأ من السؤال عن توقيت ظهور الإعلامية المختفية منذ «هجرها» قناة «الجزيرة» قبل سنوات، مروراً بمساحة الحرية الكبيرة التي أعطيت لها على شاشة سعودية، لتنتقد مؤسسة إعلامية سعودية مؤثرة أخرى هي MBC، وصولاً إلى حديثها عن كواليس «الجزيرة» القطرية وأسرار مطبخها، بجرأة لا تضاهيها إلا جرأة المصري حافظ الميرازي، آخر «المهاجرين» من القناة القطرية. قالت البشراوي إن المسؤولين في MBC يستخدمون المذيعات في «نشاطات العلاقات العامة»: «يظنّون أن زوجاتهم أشرف منّا، ويجلسون في مناسباتهم كل مذيعة منّا على طاولة لملاغاة الضيوف... أتحدى أن يقبل مسؤول في القناة بظهور إعلامية سعودية شبه عارية تقدم الجوائز لمشتركي برنامجها من على سرير... كذلك أحترم رزان مغربي لأنها على الشاشة، مثلما هي في الواقع». أما الدوحة، فنالت نصيبها من تصريحات البشراوي، فهي عملت في «الجزيرة» التي «تستخدم الإعلاميين لمهاجمة أنظمة بلاد ينتمون إليها، وأتحدى أن يظهر قطري أصيل (ليس من المجنسين البدو)، ليشتم الأنظمة العربية كما يُراد منا أن نفعل». وحين أرادت الكيلاني، في المقابل، وهي الموصوفة بالجرأة وسرعة البديهة، أن تحرج البشراوي وتوقعها في «فخ» صراحتها، بأن تسألها عن نظام الحكم في بلدها تونس، وآلية الانتخابات ومنع تعدد الزوجات والحجاب... ردّت صاحبة «إضاءات» بالقول: «يعني اللي عندكم أفضل؟»، في إشارة إلى النظام المصري، لكون الكيلاني مصرية، أو ربّما النظام السعودي، لكون «روتانا» ملْك الوليد بن طلال.
تحاشي البشراوي الخوض في الشأن التونسي قلّل من «هالة» الجرأة التي بدت عليها، وإن لم «يعطب» تلك الجرأة. إذ واجه المشاهد على مدى أكثر من أربعين دقيقة امرأة تضع «طرحة» على رأسها، وتُلبس رجالات الإعلام العربي النافذ بين الدوحة والرياض... طرحاً!
حرصت البشراوي أيضاً على إظهار صورتها بوصفها امرأة محافظة، تضع لتعاليم الدين وزناً، تحارب التقاليد، وتسلك مسلكاً متحرراً في حياتها. لكنها بدت على قدر من الانفصام، فهي ردت على سؤال الكيلاني عن قسوة حياة الوحدة التي تعيشها لكونها مطلقة: «لا تخافي عليّ، أعرف كيف أتدبّر نفسي». وفيما ترى عري الإعلاميات أو المغنيات «جريمة بحق المشاهد»، تضع الطرحة، لكنها غير مقتنعة بالحجاب الكامل «حالياً». بالإضافة إلى ذلك هي تحترم قوانين تونس العلمانية، مثل منع تعدد الزوجات، على رغم أنها تنهج نهج القرآن والسنة، وترضى بأن تكون «زوجة رابعة». «غازلت» البشراوي تيار المحافظين بأن أظهرت استعدادها لأن تُمعن في تحفظها الشخصي، مثل المنفتحين الذين وجدوا فيها امرأة متحررة الأفكار، وإن «بطرحة». «أريد ان أقبّل قدميك»، أرسل مشاهد من السعودية رسالة الى البشراوي خلال الحلقة، معتبراً أنها «المثال الأعلى لكل امرأة عربية شريفة»!

«ضدّ التيار»: كل إثنين 22:00 على «روتانا موسيقى»