باسم الحكيم
هو أذينة، زوج ملكة تدمر في «زنوبيا» التلفزيونية، ومعن الذي يتآمر على الملك ويقتله في «زنوبيا» الرحبانية... يوسف حداد لم يعد يهتمّ بحجم الدور الذي يؤديه. وفيما يطلّ قريباً في مسلسل «مالح يا بحر»، اختار الوقوف خلف الكاميرا حتى إشعار آخر

لم يطلّ يوسف حداد في دور الفتى الأوّل منذ سنوات... بعد مسلسل «كبرياء وندم» الذي لم يأخذ نصيبه من المشاهدة لتزامن عرضه على شاشة «المستقبل» مع اغتيال الرئيس الحريري، تركّز حضوره في الأدوار المساندة. آخرها كان دور المناضل رضا في حلقات «نضال» للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج إيلي ف. حبيب. إضافة إلى خماسيّة «عقدة ذنب» للكاتبة كلود أبو حيدر وإخراج طوني نعمة وإنتاج «ديفاين بروداكشن»، مع عمّار شلق، باتريسيا قسّيس، ومي سحّاب الذي لم تحدد جهة لعرضه بعد. قبل ذلك، كان بطل الكاتب مروان نجار في مسلسل «مريانا» مع كارول الحاج وبطل «سنابل الحب» للمخرج الراحل أنطوان ريمي.
اليوم اختلفت حسابات حداد: حجم الدور لم يعد أولوية بل قيمته. اضطر إلى تقديم تنازلات في السنوات الأخيرة، فأدى دوراً متواضعاً جداً في «عشتار» لناجي طعمة مع أمل عرفة، وآخر في «ابني» لشكري أنيس فاخوري والمخرجة كارولين ميلان.
هكذا يعلن حدّاد: «لن أؤدي دوراً لست مقتنعاً به بعد اليوم لمجرد تحصيل المردود المالي». لذا، تجده يعمل عن سابق تصوّر وتصميم مساعد مخرج، في فيلم «صديقي» من كتابة علي مطر وإخراج إيلي ف. حبيب وبطولة عمّار شلق، نادين الراسي، مجدي مشموشي، كارلا بطرس مع ختام اللحام وعمر ميقاتي. يحرص على إقناعك بأنّ «دوري هنا يحتاج إلى انتباه وجهد وتضحية أكثر من التمثيل»، معرباً عن استعداده لإكمال مسيرته الفنية في الكواليس، «حتى أحافظ على صورة ترضيني في عيون الناس».
وفيما يتكتم عن تفاصيل عمل تلفزيوني يقرأ نصه حاليّاً، تشهد الأسابيع المقبلة عودته إلى الشاشة الصغيرة في عملين أولهما خماسية «زنوبيا» من سلسلة «حواء في التاريخ» للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج السوري محمد رجب وإنتاج مروى غروب، وتعرضه LBC خلال شهر رمضان. إضافة إلى انتهائه من تصوير دوره في مسلسل «مالح يا بحر» للمخرجة ليليان البستاني.
يغوص في الحديث عن شخصية كمال: «هو شاب يتصدّى لمواجهة والده الإقطاعي (محمود سعيد) الذي يرى في الشعب مجرّد أدوات لتحقيق طموحاته وأحلامه ولإرضاء أنانيته ولتنفيذ رغباته. أما الابن فيقوِّم الآخر وفقاً لما يقدّمه لوطنه، انطلاقاً من قناعته بأنّه يعيش في مجتمع تحكمه القوانين والأعراف، لا شريعة الغاب». ويشير إلى أنّ «ما سيبعده عن والده هو حبّه المستحيل لزينة (كارمن لبّس) ابنة عمه التي ترفض الارتباط به. ولا يخفي تمنيه لو جسّد شخصية ابن الآغا (يؤدي دوره طوني معلوف).
يبدو يوسف حداد راضياً عن أسرة المسلسل بمجملها. يثني على أداء كارمن لبّس «التي جعلتني أوافق على الدور من دون تردد، لتسنح لي فرصة الوقوف إلى جانبها». ويعرب عن اعتزازه بالعمل مع المنتج مطانيوس أبي حاتم، «لأننا نحتاج إلى منتج فنان، لا يمتهن إنتاج الدراما لمجرد الربح، وخصوصاً أننا وصلنا إلى زمن بات الممثل فيه يشعر كأنه يشحذ حقوقه المالية من بعض المنتجين». ويسجّل شكره للمخرجة ليليان البستاني التي يمثل تحت إدارتها للمرّة الثانية بعد مسلسل «كبرياء وندم».
يتوقف عند «زنوبيا» التلفزيونيّة و«زنوبيا» الرحبانية التي مددت عروضها حتى مساء الثلاثاء، ضمن فعاليات مهرجان «بيبلوس». في التلفزيون يقدم شخصيّة أذينة زوج زنوبيا، الذي أرغم روما على الاعتراف به شريكاً في الحكم وإطلاق عليه لقب «ملك الملوك». كل ذلك قبل أن تجري الرياح عكس ما تشتهي سفنه، فيتآمر جنوده وابن أخيه معن (يؤدي الدور الممثل الواعد طارق أنّيش) على قتله، أثناء عودته من حرب في اللاذقية إلى حمص برفقة ابنه وهب اللات (شادي حداد). وهذا الأخير سيعمل في ما بعد على استرداد عرش والده بدعم من والدته زنوبيا (جمانة مراد). أما على خشبة المسرح، فيؤدي دوران: معن المتآمر على أذينة (يجسد دوره هنا يوسف الخال)، وأحد شيوخ المجلس الروماني.
في المسرح يثني على التعامل مع الرحابنة. وفي التلفزيون يثني على نصوص مرشليان «التي أثق بكتاباتها إلى حد الموافقة على أي عمل تعرضه علي». ويراهن على نجاح الخماسية لدى عرضها في رمضان «رغم الظروف التي مرت بها، واضطرار المنتج مروان حداد للدخول في سباق مع الزمن للانتهاء من ثلاثياته وخماسيته، وتجهيز الكومبارس والثياب وباقي متطلبات العمل على أكمل وجه، في فترة قياسيّة». إلا أنّه ينتقد طريقة تعامل الممثلة السوريّة جمانة مراد مع فريق العمل، «لكونها تتعامل معنا كنجمة، وتحدد أيّام التصوير حسب أوقات فراغها، ما جعلنا نؤجل التصوير أسابيع عدة». ويضيف: «لا ألومها، بل ألوم المنتج الذي تعاقد معها من دون أن يلزمها بالانتهاء من التصوير قبل التزامها بأعمال أخرى. ما سبب مشاكل بيننا، كنا بغنى عنها لو أنهينا التصوير خلال الفترة المحددة».
الكلام على الإنتاج المحلي، يفتح شهية يوسف حداد على توجيه سهام النقد إلى الشاشات المحليّة، إثر مخالفتها شروط قانون الإعلام الذي يلزمها بإنتاج ساعات محددة من المسلسلات. وإذ ينتقد تلفزيون «المستقبل» الذي «تحوّل إلى محطة لتصفية الحسابات، فغاب عنه كل إنتاج درامي»، لا يعفي NBN من تطبيق الشروط نفسها، كما لا يستثني «المنار»، مطالباً إياها «بتقديم دراما اجتماعيّة، وخصوصاً أنّ التنويع سيحقق لها قاعدة جماهيريّة أوسع». ويثني على OTV «المنهمكة بالسياسة، لكنها تعد بالتنويع، تماماً كـ LBC التي تعدّ الراعية الأساسية للإنتاج الدرامي». يرى حداد أن وضع الدراما السيئ هو انعكاس طبيعي لوضع البلد. ويوضح: «يكفي أن تُقطع الكهرباء 18 ساعة في اليوم، وأن تفتقر ثلاثة أرباع المناطق اللبنانية إلى مياه للشفى، حتى ندرك أن سياسيينا يحتقروننا، ولا يرون فينا سوى رؤوس تؤمّن لهم النجاح في الانتخابات».