محمد عبد الرحمن
عمرو دياب ما زال في القمة. أما حكيم وهشام عباس فمُنيا بفشل ذريع. سوق الكاسيت في صيف 2007، شهدت انتعاشاً ملحوظاً قلب الكثير من المقاييس... لكن إلى متى يصمد نجوم الصف الأول في وجه النسخ المزوّرة والمغنين الجدد؟

إنه موسم الكبار... هكذا استقبل موزعو الكاسيت في مصر ألبومات الصيف. وبالشعار نفسه، ودّعوا الموسم، مع فارق واحد: الكبار لا ينجحون دائماً، فالأصوات الجديدة باتت قادرة على خطف الأضواء منهم، على رغم كل الظروف العصيبة التي تشهدها صناعة الموسيقى الشبابية.
إنّها المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي يشهد فيها فصل الصيف هذا الكمّ من الألبومات، وهي المرة الأولى أيضاً التي تجتمع فيها أسماء بحجم هاني شاكر وعمرو دياب وهشام عباس وإيهاب توفيق ومعهم «شخابيط» نانسي عجرم على رفّ واحد.
وعلى رغم أن معظم هذه الأسماء لم تكن تريد الظهور صيفاً، أدت ظروف كلّ منهم إلى دخول المنافسة في وقت واحد. ولو لم يؤجل محمد منير طرح ألبومه، لكان «صراع الجبابرة» ازداد سخونةً، ما أدى إلى زحمة غير مسبوقة، يرى موزعو الكاسيت أنها تفيد السوق كثيراً، بخلاف ما يحدث في السينما على سبيل المثال. هكذا احتضنت السوق المصرية أكثر من 15 ألبوماً دفعة واحدة، من «روتانا» و«عالم الفن» و«ميلودي» وغيرها. وإذا كان عيد الفطر العام الماضي قد شهد صدور أربعة ألبومات فقط لمغنّي الصف الثاني، فلنا أن نتخيل حجم الانتعاش الذي عاشه صيف 2007، بدءاً من هاني شاكر، وانتهاءً بسامو زين. أضف إلى ذلك أن الموسم الحالي حمل في طياته رسائل غير مباشرة، أراد من خلالها نجوم الصف الأول التأكيد على بقائهم في القمة، وخصوصاً هاني شاكر وإيهاب توفيق وهشام عباس الذين عادوا إلى الساحة بعد غياب. كما إن شركة «عالم الفن» التي تردد مطلع هذا العام، أنّها قد تغلق أبوابها نتيجة خسائرها المادية، كذّبت الشائعة بطريقة عملية وطرحت خمسة ألبومات من إنتاجها، إلى جانب توزيع أعمال أخرى أبرزها «شخبط شخابيط» لنانسي عجرم.
كذلك بات واضحاً أنّ الجمهور المصري يحبّ أسماءً معينة دون غيرها من «روتانا»، فلم ينجح إلا صابر الرباعي بمعدل متوسط مع ألبوم «الغربة»، وقبله كاظم الساهر، على اعتبار أن أنغام وعمرو دياب من أولاد البلد. في حين غابت باقي ألبومات «روتانا» عن آذان الجمهور، ما عدا راشد الماجد في «سلامات». وما ساعد على زيادة مبيعاته، الزيادة الملحوظة في عدد سياح الخليج في ربوع مصر هذا الصيف.

بين صابر وأصالة

بعد جولة قامت بها «الأخبار» على بعض مكتبات الموسيقى في القاهرة، ومع استمرار غياب أرقام رسمية للمبيعات، تمكنّا من رصد الحقائق الآتية: عمرو دياب لا يزال الرقم واحد، على رغم القرصنة التي منعته من تخطي رقم النصف مليون نسخة. لكنه حتى الآن لم يتعدّ الـ 200 ألف نسخة على أقصى تقدير بسبب بيع النسخ المزورة. والمنافس الوحيد لعمرو دياب هو تامر حسني مع فارق أساسي أن ألبومه «يا بنت الإيه»، طرح في الأسواق قبل ألبوم «الليلة دي» لعمرو دياب بأشهر عدة.
وبعد عمرو دياب وتامر حسني بمسافة كبيرة، تظهر أسماء نجحت في تحقيق مبيعات مقبولة، أبرزها «أحلى منهم» لإيهاب توفيق و«بتوحشني» لسمية. وفي حين يراهن موزعو الكاسيت على ألبوم شيرين عبد الوهاب المقبل، يرى هؤلاء أنّ أي تراجع في مبيعاته سيصبّ في مصلحة سمية، صاحبة الصوت القريب من مغنية «آه يا ليل». كذلك حقّق أحمد سعد العائد بعد أربع سنوات مبيعات جيدة، ولا يزال محبّو الشجن متمسكين بالملحن مصطفى كامل الذي طرح ألبومه قبل أيام. فيما انتزع ألبوم أصالة الخليجي «سواها قلبي»، بعض النجاح، نظراً إلى إقبال السياح العرب عليه. وسجّل الألبوم الثاني لمحمد نور إقبالاً متوسطاً، وهو المغني الوحيد الذي طرح ألبومين في 10 أشهر فقط.
ويرصد الموزعون مجموعة ألبومات حققت مبيعات أقلّ من المتوسط أو ضعيفة إلى حد كبير، بينها ألبوم سامو زين الذي يبدو الحكم عليه مبكراً، كونه صدر حديثاً في الأسواق. لكن المفاجأة كانت مع الفشل الذريع الذي مني به كل من هشام عباس وحكيم. هذا الأخير اعتمد على دعاية شركة «موبينيل» للهواتف المحمولة، حتى وصل الأمر إلى درجة ظنّ الجمهور أن الشركة تقدم أغنيات حكيم على المحمول، وأنه لم يصدر جديده بعد. كما لم تفلح تصريحات حكيم حول حفلة جائزة نوبل والدويوهات مع المطربين العالميين في إقناع الجمهور بعودته إلى الصدارة.

التوقيت المناسب

يقول المنتج محسن جابر إن هذا العدد الكبير من الألبومات في موسم واحد، جاء نتيجة طبيعية لتأخر النجوم في طرح أعمالهم. هكذا رضخ الجميع لقبول منافسة الصيف، علماً بأن فكرة إصدار الألبوم في أجواء هادئة لم تعد فعلياً ناجحة. فالإنتاج يزيد باستمرار والبحث عن موسم هادئ ليس بالأمر السهل. وبالتالي، ترى أن كل مطرب اعتمد على مجهوده الفني في فرض الألبوم على السوق.
من جهته، قال سامو زين إن نزول ألبومه في نهاية الصيف، جاء بعد دراسة الشركة المنتجة لحاجة السوق، مؤكداً أن هذه الزحمة قد تفيد في إنعاش حركة المبيعات، وتساعد الموزعين على الترويج لكل الألبومات دفعة واحدة.
أما محمد نور فقد برر صدور ألبومه الثاني بعد أقل من عام عن إنتاج عمله الأول، بأنّه أراد ألا يبتعد كثيراً عن الجمهور ويقدّم أغنيات جديدة تضيف جديداً إلى رصيده. علماً بأنه لم يستعن بزملائه من فريق «واما» لتلحين وتوزيع أي أغنية، حتى لا يحدث أي تشابه بين أغانيه المستقلّة وأعمال الفرقة.
يُذكر أخيراً أن هذا الموسم شهد ظاهرة جديدة هي صدور الألبوم قبل تصوير الكليبات الخاصة به. فأعمال هاني شاكر وعمرو دياب وإيهاب توفيق وسامو زين طرحت في الأسواق قبل عرض أي كليب، حتى إن شاكر وتوفيق لم يصوّرا حتى الآن أي كليب جديد.