فاطمة داوود
حين حصد صابر الرباعي جائزة نجم الغناء العربي من الـ«موريكس دور»، لم نسمع اعتراضاً من أحد. لكن، ما إن أهدته مجلة «شاشتي» المصرية، لقب «أمير الغناء العربي» حتى قامت الدنيا في القاهرة. إذ رأت الصحافة المصرية أن موقف المجلة يشكّل إساءة لهاني شاكر الذي حمل اللقب نفسه لسنوات... الرباعي الذي أقام أخيراً مؤتمرات صحافية في تونس والقاهرة ودمشق، للترويج لألبومه الجديد «الغربة»، زار بيروت ليوم واحد، فالتقته «الأخبار»، قبل مغادرته إلى تونس لإحياء حفلة خيرية هناك. سألناه أولاً عن اللقب الأزمة، فقال: «لكثرة المشاكل التي أثيرت حول هذا التكريم، أفكر بالتخلي عن اللقب». وفيما نفى أن يكون قد اتصل بهاني شاكر لتبرير موقفه، أوضح: «أنا لا أسعى وراء الألقاب بتاتاً، لكن حين تأتي فرصة تكريمي لن أرفضها ما دام هذا اللقب نتيجة استفتاء الجمهور».
بعيداً من المشاكل، نسأله عن ألبومه الجديد «الغربة». بماذا يردّ على من انتقد كثرة الأنماط الغنائية في العمل: الراي والجاز والبلدي اللبناني ثم الشعبي المصري... يقول: «لا أكترث للأقاويل، فأنا مشغول بالترويج للعمل. وددتُ كسر الروتين عبر إحداث صدمة فنية، علّني أرضي جميع الأذواق، وأحقق المعادلة الصعبة بين التنويع والتجدّد». علماً بأنّه يعوّل على فيديو كليب «ضاقت بيك» الذي سيصوّر مع المخرج سعيد الماروق في لبنان، حتى يأخذ العمل حقّه من الانتشار.
لكن لماذا لم يتضمّن الألبوم أي دويتو مشترك؟ يجيب: «أفكر جدياً في تقديم أغنية مشتركة. والاتصالات ما زالت جارية لتنفيذ دويتو مع سيلين ديون. لكن قبل ذلك، أعمل على إطلاق دويتو عربي، وقد اتصلتُ بأصالة وإليسا وجنّات وأسماء المنوّر، لكن الظروف غير مؤاتية بسبب تضارب المواعيد واختلاف شركات الإنتاج».
مع نهاية العقد الموقّع بينه وبين «روتانا»، يغدق المطرب التونسي على الشركة السعودية بعبارات الثناء والمديح، ويصف العلاقة بين الطرفين بأنها أسمى من الأوراق. لكنّه لا يخفي تذمّره من سوء السياسة التسويقية في أوروبا لذا، ستكون مسألة التوزيع أبرز النقاط التي سيناقشها في اجتماع تجديد العقد أو إنهائه مع «روتانا» في القريب العاجل. ليس التسويق وحده ما يشغل بال الرباعي، بل مهرجانات الصيف أيضاً. هو غاب عن أبرز مهرجانات الصيف، وخصوصاً في تونس. ويبرر ذلك بقرار شخصي ورغبة في ترتيب الأوراق وإعادة الحسابات، موضحاً بنبرة عالية: «أنا حرّ في تفكيري، لقد تلقيت دعوات من مهرجانات دولية فاعتذرت عنها»، نافياً أن يكون لكثافة عدد الفنانين العرب في تونس علاقة بهذا القرار. وعلى رغم أن «قرطاج» سجّل بعض النجاحات، يرى أن النتيجة جاءت في الوسط بين الإخفاق والنجاح. صابر الذي يحيي في 25 من الشهر الجاري، حفلة خيرية على المدرج الروماني، يؤكد: «ليس خوفاً من الفشل، إنما لا حفلات جماهيرية في تونس بعد اليوم حتى تحلّ المشاكل، فسوء إدارة المهرجانات وعزوف الجماهير عن الحضور، وعدم التركيز على الإعلام والتسويق، وضعت جميع هذه الفعاليات في دائرة الخطر». بعيداً من الوسط الفني، يخطط صابر الرباعي لخوض تجربة جديدة في مجال الأعمال، ويعكف على دراسة السوق العربية لتأسيس شركة لبيع وشراء العقارات، كما يفكر جدياً باقتحام سوق الاتصالات في تونس.