باسم الحكيم
يلتقي الخط الدرامي لفيلم «يارا» (قصّة وسيناريو وحوار رينيه غوش وإخراج غابي سعد وإنتاج «لاك بروداكشن» عام 2003)، مع فيلم «عفريت مراتي» للمخرج فطين عبد الوهاب (إنتاج 1968). الزوج (صلاح ذو الفقار في الفيلم المصري / بيار داغر في الفيلم اللبناني)، يعاني عقدة زوجته (شادية /ندى بو فرحات)، المُصابة بالفصام، فتتقمّص شخصيات المشاهير في حياتها اليوميّة. هنا الفكرة الأساسيّة. لكن الاختلاف يكمن في أن فيلم فطين عبد الوهاب كوميدي بامتياز، بينما فيلم غابي سعد عاطفي وجداني، تدور قصّته حول زوجين مغرمين ببعضهما، وفيما يعمل الزوج (جاد) كاتب روايات، يجد زوجته يارا، عاشقة التمثيل، مغرمة بشخصياته، تؤدي كل يوم دوراً جديداً، وتندمج فيه إلى حدّ مرضي. هكذا ترتدي شخصية الهاربة حيناً، وشخصية العجوز المحتالة حيناً آخر، وشخصية الزوجة المنهارة مرة ثالثة. وإذا كان الزوج يعيش معها شخصياتها، فهل سيصدق أن زوجته أجرت فحوصاً طبيّة بيّنت ضعفاً في قلبها، وأن أيّامها في الحياة معدودة، أم سيظن أنها تؤدي دوراً جديداً؟ يجمع الفيلم الذي لم يجد إقبالاً جماهيريّاً في الصالات اللبنانيّة ولا ترحيباً من النقاد، بين ممثلين حقّقا تميّزاً واضحاً خلال مسيرتهما الفنية. بيار داغر هو أحد أكثر الممثلين اللبنانيين حضوراً في الدراما العربيّة، وندى بو فرحات حقّقت سلسلة من النجاحات، آخرها «نضال» في التلفزيون، و«حكي نسوان» على المسرح. أضف إلى ذلك أنّ «يارا» حصد جائزة أفضل تمثيل لكل من داغر وبو فرحات، وأفضل إخراج لغابي سعد، في المهرجان الوطني للإبداع المسرحي والسينمائي في تازة المغربية. وإذا كانت LBC ستعرض أول بطولة صوّرتها ندى بو فرحات للسينما بمعدات تلفزيونيّة، فإن الليلة تصادف عرض فيلم آخر لها هو «حدود الزمان» للمخرجة دارين الخطيب في سينما «صوفيل» في الأشرفية عند العاشرة والنصف ليلاً ضمن «مهرجان الفيلم اللبناني»، وذلك بعدما سبق عرضه في إطار مهرجانات في أميركا ودبي. وتؤدي بو فرحات شخصية فتاة جنوبيّة مسلمة تعيش مع أهلها، وتنقلب حياتها، عندما يعود ابن عمها من أميركا مع صديقته الأميركيّة المتحرّرة. يذكر أخيراً أنّ ندى بو فرحات ستطلّ على جمهور مهرجان «البندقية» السينمائي في فيلم «تحت القصف» لفيليب عرقتنجي.

20:45 على LBC