رام الله ــ يوسف الشايب
«ترى الطفل من تحت الجدار منادياً أبي لا تخف والموت يهطل وابله ... ووالده رعباً يشير بكفّه وتعجز عن رد الرصاص أنامله ... على نشرة الأخبار كل ليلة نرى موتنا تعلو وتهوي معاوله ... لنا ينسج الأكفان خمسين عاماً ما تكل مغازله ... أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة كأننا لعمري أهله وقبائله».
على رغم أن القصيدة التي يشكّل المقطع السابق جزءاً منها، ليست من أفضل قصائد الشاعر الفلسطيني الشاب تميم البرغوثي، باعترافه، كانت مثار إعجاب لجنة التحكيم في برنامج «أمير الشعراء» الذي تنظمه هيئة أبو ظبي للثقافة. ما أهّله إلى المرحلة الثانية من المنافسة على اللقب، بين 15 شاعراً وشاعرة. وقسّم المتنافسون إلى ثلاث مجموعات، تضم كل منها خمسة شعراء، يتأهل اثنان منهم إلى المرحلة النهائية: واحد ترجح كفته لجنة التحكيم، وآخر عبر تصويت الجمهور على أرقام الهواتف المخصصة لكل دولة عربية، ومنها شبكة الاتصالات الخلوية الفلسطينية (جوال).
يقدم البرغوثي، هذا المساء قصيدة جديدة، وسط منافسة أربعة من الشعراء. وإذا لم يقع اختيار لجنة التحكيم عليه، سيخضع إلى رغبات الجمهور، وكثافة التصويت... ومع الغياب الواضح لأي دعم من داخل الأراضي الفلسطينية، عبر إعلانات أو حملات ترويجية، ترعاها مؤسسات رسمية أو خاصة، قد يكون البرغوثي مهدداً (1977) بالخروج من المنافسة. ومشاركة البرغوثي في البرنامج تحمل طابعاً خاصاً. ذلك الشاب الذي جعل الأعلام الفلسطينية والكوفيات المرقطة، ترفرف عالياً في استديوهات البرنامج الذي يعرض على شاشة «أبو ظبي»، هو ابن الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي والكاتبة المصرية رضوى عاشور... أشاد أعضاء لجنة التحكيم بقصيدته «في القدس» التي تنتشر بكثافة على مواقع الإنترنت. بدأ شاعراً بالعامية، وقدم قصائد ذات بصمات واضحة في هذا الإطار. ديوانه الأول جاء بالعامية الفلسطينية «ميجانا» عن «بيت الشعر الفلسطيني» عام 1998. ثم صدر الديوان الثاني «المنظر» بالعامية المصرية (دار الشروق ـــ 2002). أما الديوان الثالث «قالولي بتحب مصر قلت مش عارف» (دار الشروق ــــ 2003)، فهو سؤال كتبه قصيدة طويلة بعدما ترك القاهرة إثر اعتقاله بسبب مشاركته في تظاهرات بعد سقوط بغداد، أما الديوان الأخير فهو «مقام العراق» (دار أطلس ــــ 2005). تميم البرغوثي الذي يحمل في شعره وجعه الفلسطيني والعربي، هل يجتاز هذا المساء امتحانه الصعب؟

20:30 على «أبو ظبي»